ومع الساعات القليلة المحددة لاستقبال طلبات المفاضلة يتقاطر الطلاب جماعات جماعات حتى ليخال أنك أمام قافلة تنتظر على أحد أبواب الأفران أو صالات بيع الغاز، ويختلط الحابل بالنابل، والكل في قلق وتوتر أو لنقل ضياع، فلا الخيارات واضحة، ولا إجابات شافية لتساؤلاتهم الكثيرة، فقط هناك البحث عن النافذة المطلوبة، أو مصدر الرقم المتسلسل أو الجهة المعنية، تحت (شوادر) لا تغني ولا تسمن من جوع…
ورغم أن هذه الظاهرة تتكرر في كل عام، وتلقى ما تلقاه من الانتقاد والتذمر، لكن يبدو أن لا أذناً تريد أن تسمع، ولا عيناً تريد أن ترى.. (والشاطر يخلص حاله) ..
.
ومع ذلك فأمين مركز المكتبة المركزية لمفاضلة التعليم العام في جامعة دمشق ، لؤي عثم يؤكد أن المركز يقدم التسهيلات كافة للطلاب نجد أن الأمر لايختلف تماماً على أرض الواقع.
ففي جولة ميدانية على المراكز يقف الطلاب عند أمور عديدة تشكل إشكالاً وصعوبة في تقديمهم للمفاضلة لعامي 2011-2012،من هذه الصعوبات نسجل:
الازدحام الشديد الذي يربك الطالب ويدخله في دوامة الانتظار أضف إلى ذلك لاتوجد دلالات ترشد الطالب إلى مكان الحصول على الاستمارة أوالنافذة التي يقدم فيها، والمعلومات المطلوبة فلا لوحات إعلان توضح ذلك، ولايوجد جهة معنية مخصصة للإجابة عن تساؤلات الطلاب هذا جانب..
والجانب الأكثر أهمية أن ثمة اختصاصات جديدة أضيفت إلى جدول المفاضلة لاعلم للطالب عن محتواها، وطبيعة المادة العلمية التي تقدم فيها، وهذا يجعله يقف حائراً أمام خياره، فلماذا لم تكن هناك ندوات أو برامج توضح ماهية هذه الاختصاصات ومجالات دخولها سوق العمل؟؟
ويقف البعض متسائلاً عن سبب تأخر صدور مفاضلة التعليم الموازي، فقد سبق أن صدرت على استمارة المفاضلة نفسها في الأعوام السابقة.
ويرى البعض أن لاملامح حقيقية لأصول التعامل مع الطلاب داخل الجامعة، حيث لم تخصص أماكن مناسبة لملء الاستمارات، اللهم إلا بعض الطاولات والشوادر التي ربما تقي قليلاً من حر الشمس، حتى شبهها البعض وكأنه في « سوق الخضرة» الفوضى عنوانها.. أضف على ذلك أن الساعات المخصصة للتقديم غير كافية، فماذا لو كان الدوام للساعة الرابعة استثناء، وعدد النوافذ التي تستقبل الطلبات أكثر، فهل يعقل أن يكون موظف واحد فقط هو من يوزع أرقام التسلسل للطلبات؟؟!!
وفي عودة إلى رئيس المركز لؤي عثمان يقول: لا أظن أن الأمر شائك فيكفي الطالب أن يذهب للحاسب الآلي ويقدم رقم اكتتابه فيظهر اسمه على الشاشة ومن ثم يستكمل المعلومات والبيانات المطلوبة، وبعد ذلك تطبع بشكل ورقي وتسلم للسجلات نسختان منها وصورة عن الهوية فقط…
ولاشك أن الأزمة الحالية وعدم فعالية المراكز في المحافظات سبب ضغطاً كبيراً على المركز حتى أنه وخلال خمسة أيام بلغ عدد المتقدمين 4500 طالب في هذا المركز فقط..
ويضيف يجب أن يتقدم الطالب للمفاضلة بشكل شخصي أو بوكالة رسمية لأن الطالب هو المسؤول عن تحديد رغباته.. ويتوقع أن تصدر النتائج بعد الانتهاء من المفاضلة بأسبوع..
وثمة ملاحظة قدمها أمين المركز وهي أن الطالب الذي حاز على شاغر بمفاضلة العام الماضي لايحق له التقدم لمفاضلة هذا العام، أما من لم يحظ بشاغر، يتقدم للمفاضلة لكن بثانوية حديثة..
ويضيف: نسعى إلى تسهيل أمور الطلاب في تقديمهم للمفاضلة ونتمنى لهم عاماً دراسياً موفقاً.
.
كندة علي