أكد البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان ضرورة إرساء أسس التوافق بين الثقافات والاديان وثقافة السلام عبر الحوار ورفض العنف وتقديم الحلول السلمية وإدانة العنف بحق الانسان بصفة عامة.
وقال بابا الفاتيكان في كلمة له في القصر الجمهوري اللبناني أمس.. علينا ان ننشر ثقافة السلام عبر الحوار ونشر المعرفة ونحن نفعل السلام من اجل الدفاع عن الحياة وهذا يبرهن اننا ضد الحرب وكل الأعمال الإرهابية لان الانسان هو الاهم والحروب لا تسمح باحترام الانسان مضيفا.. ان ثقافة السلام تشجع ان يكون لدينا جيل يتمتع بالكرم والتعاطف مع الضعفاء.
وشدد البابا بنديكتوس على ان الحريات الدينية هي حق اساسي لكل انسان ولها بعد اجتماعي في ارساء السلام وقال.. لا يمكن للانسان ان يكون بسلام اذا لم يتم احترام الحرية الدينية مؤكدا ان الحقيقة الفعلية يجب ان تؤدي الى المحبة والحياة وان صانعي السلام لديهم دور مهم هو نشر السلام في الحياة الشخصية لكل واحد منا.
ولفت البابا ينديكتوس إلى ان لبنان يعد مثالا للتعايش الحضاري والثقافي بين الاديان وقال.. في لبنان يتعايش المسيحيون والمسلمون منذ وقت طويل في عائلة واحدة وان ما يميز الشرق الأوسط هو هذه التعددية التي لا يمكن ان تقوم الا عبر الاحترام والحوار والقيم المشتركة.. ان هذه القيم تعبر عن السمات التي تميز البشرية وهي تعود إلى حقوق كل انسان.. وهذه الاديان تشكل مساهمة في حياة البشر.. فالحرية الدينية هي حق من حقوق الانسان واضعافها يحرم الانسان من حقه المقدس بالوصول إلى ما يبغيه من الناحية الروحية.
ودعا البابا الى التعلم من اخطاء ودروس الماضي والى المسامحة والاعتراف بآلام الاخر ونبذ الانتقام والتقدم معا من أجل المصالحة.
من جهته أشار الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في كلمته الى ان اللبنانيين متوافقون على التمسك بثوابتهم الوطنية وفي مقدمتها العيش المشترك وتطوير صيغته وترسيخ ركائزه عبر التفهم والتفاهم والحوار وعلى ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولهم من أحداث وتحييد بلدهم عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية درءا للمخاطر وحرصا على استقرارهم ووحدتهم الوطنية مع الالتزام بالقضايا العربية المحقة وعلى رأسها قضية فلسطين وقرارات الشرعية الدولية وكل شأن إنساني.
كما أشار إلى التحديات التي ما زالت تعترض لبنان ومن بينها العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته وثني إسرائيل عن خروقاتها وتهديداتها المتمادية ضد لبنان ومواجهة خطر الإرهاب والفتن والحؤول دون أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية لتناقض ذلك أساسا مع حقهم الطبيعي في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية.