كثيرة هي الهواجس التي تنتابنا نحن شباب الجامعة في مرحلة دراستنا حول أهمية ما نتعلمه ومدى جودته وحداثته ، خاصة في ظل استمرار تدريس مؤلفات الكتب الجامعية القديمة المدرسة في العديد من الكليات والاختصاصات الأدبية والعلمية , فإذا أردنا أن نجزأ هذه الهواجس لكي نعمل على “حلحلتها” نحتاج إلى تحديد دور كل منا في العملية التعليمية و في الفعل وردّة الفعل ، فنجد أن العامل الذاتي عندنا كشريحة شبابية متوفر بل ومعبأ بشكل كامل ويحمل الطاقة والحيوية بحكم العمر أولاً والمصلحة ثانياً , إلا أن العامل الخارجي هو المؤثر الأكبر فينا وفي صقل قدراتنا العلمية وتوجيهها نحو الأفضل خدمة للمجتمع وتطوره في مختلف مناحي الحياة ، فنحن الطلبة بالمحصلة نتاج علمنا وتعلمنا فنتأثر بما نتلقاه سلباً أو إيجاباً تبعاً لما يحمله لنا أساتذتنا من علوم و قيم وأخلاقيات وقدرات وآفاق بحثية في هذا العلم أو ذاك الاختصاص , وهذا هو بيت القصيد، فمكونات العملية التعليمية ” الطالب والأستاذ والمنهاج والوسائل والمستلزمات ” كل لا يتجزأ ، وفي حال وجد خلل في أي منها فحتماً سيؤثر على بقية المكونات وبالتالي سيؤثر على المنتج النهائي ، وعلى جودته ونوعيته ، ومن هذا المنطلق نتوجه إلى أساتذة جامعاتنا الكرام بكل المحبة ، فنشكر المجتهدين منهم ، ونتوجه بالعتب واللوم على المتأخرين في البحث العلمي والتأليف والتطوير، ونقول لهم : اصحوا .. العالم وصل إلى المريخ !! هل تريدون أن نقبل أياديكم حتى تستيقظوا من ثباتكم وغفلتكم ، فالوطن يحتاجكم ويحتاج نتاج علمكم كما يحتاجها أبنائكم الطلاب …نقولها لكم أعيدوا النظر في طرائق تدريسكم وأسلوب تعليمكم ، وكتب مقرراتكم ، يكفيكم تهميشاً لعقولنا ، نريد أن نهجر أسلوب التلقين والحفظ ، ونستعمل أسلوب التفكير والبحث الذي يوصلنا إلى الإبداع والاختراع ،
انظروا إلى كتب مقرراتكم ، بالله عليكم هل أنتم مقتنعون بها ؟؟ أين أبحاثكم العلمية ومؤلفاتكم البحثية ؟؟ فهل من المعقول أن تدرس في جامعاتنا مقررات تاريخ تأليفها يعود إلى عشرات السنين ؟ والعلم الكوني يتسابق في الآفاق الغربية !! وعروبتنا من أنارت العالم بعلومها الكونية !! فكم تحتاجون من الأجيال لتذهبوا بعقولها في غيابت الكتب المنسية ، طالبتم وتمنيتم أن يتاح لكم المجال للبحث العلمي والتفرغ والتعويض والمكافآت والزيادات والعلاوات وغيرها فما كان من قيادتنا السياسية إلا أن لبت كل ما طلبتموه وزادت ، أما والكثير منكم للآسف لم يحرك بوصلة مخزونه العلمي ولا قيد أنملة ربما لتقاعساً أصابه أو لخلل ألم به أو أنه عند المحك كشف المستور ، عذراً أساتذتنا فالمعول عليكم كثير ولكن الإنتاج قليل ،
فهل يبقى حالكم هذا على ما هو عليه ؟
نأمل انتفاضتكم العلمية …
محمود مصطفى صهيوني
mms_lat@yahoo.com