كتب مدير التحرير:
للأسف نسبة كبيرة من المسؤولين الجدد عندنا عندما توجه لهم نقداً عن تقصير واضح هنا أو خطأ هناك في مؤسساتهم أو وزارتهم غالباً ما يتنصلون ويقولون أنهم ليسوا مسؤولون عن أخطاء من سبقهم، ومنهم من يبقى طوال فترة توليه المسؤولية – مهما طالت- يعمل على هذا الأساس، وربما يأتي آخر من بعده ويقول نفس الكلام أو بمعنى “وقفت عليّ أنا” متجرداً بذلك من كل إحساس بالمسؤولية والانتماء تجاه الوطن الذي يجب أن تعلو مصلحته فوق كل اعتبار.
هذه العقلية الموروثة، التي ترعرعت ونمت في ظل مناخ لا محاسبة فيه ولا مساءلة جعلت التقصير يتجذر واللامبالاة تتمدد كالأخطبوط في مفاصل العمل الإداري إلى درجة الاستهتار، وما نحن فيه من أزمة حرجة هو نتيجة طبيعية لهكذا نوع من الفساد، أمام ندرة أصحاب الضمائر الحيّة، لكن ماذا ستفعل نقطة بيضاء في بحر أسود؟!
وما يزيد الطين بلّة أن يطلع عليك شخصاً فاسداً ينادي بالإصلاح، ويحاول تبييض صفحته وتلميعها بأدوات جديدة، هذه الممارسات التي يحاول البعض تغطيتها عبر “البروظة” الإعلامية بالحديث عن بعض النجاحات الآنية لم تعد تنطلي على المواطن الذي وصل إلى حد فقدان الثقة بأي إجراء حكومي، فهو يومياً يسمع عشرات الوعود دون أن يتحقق منها شيئاً إلا بحجم رفع العتب!.
اليوم ينتظر المواطن أن يقف المسؤول ويعترف بخطئه ويقدم استقالته لأنه عجز عن تحقيق ما أقسم عليه ووعد به ، هذا هو المسؤول العصري الذي نريده، فعقلية القرن الماضي لم تعد تجدي نفعاً وطن تعصف به التحديات من كل حدب وصوب في ظل هذه الأزمة.
وأختم بكلمات للسيد الرئيس بشار الأسد قالها في حواره الأخير مع جريدة البعث “لا بدّ أن يكون لدينا ثقافة أن نتحمل المسؤولية”.
ليت مسؤولينا يقتدون بهذا القول الكريم ، عندها نؤكد أن بلدنا بألف خير .