الأخبار

سبينة تنفض عن كاهلها فصلا من فصول الإرهاب لتستعيد ألقها

في واحدة من المنشآت الصناعية الخاصة الحديثة في سبينة تتكدس بشكل فوضوي أكوام من قذائف الهاون والعبوات الناسفة بأحجامها المختلفة والمواد الداخلة بتصنيع المتفجرات بعد أن حولها الإرهابيون من معمل لخراطة وتشكيل المعادن إلى تصنيع أدوات لقتل المواطنيين عشوائيا.

عشرات القذائف المعدة للإطلاق وتلك التي في طور التصنيع بانتظار دكها بالمواد المتفجرة خلفها إرهابيون وراءهم في بلدة سبينة بعد أن أحكم الجيش سيطرته عليها يوم أمس يصعب التكهن بمن كانت ستفتك بحياتهم وتدمر منازلهم في الأحياء السكنية بدمشق وريفها التي يستهدفها الإرهابيون بشكل يومي.

قذائف يمكن التعثر بها في شوارع المدينة وأقبية المنازل لتطبع البلدة بمظهر وحيد هو تصنيع قذائف الهدف الوحيد منها هو حصد أرواح أكبر عدد من الناس لا تقل عنها خطورة والمتواجدة بكثافة العبوات الناسفة التي تتراوح أحجامها بين ما يساوي حجم قبضة اليد إلى ما يتجاوز وزنه الـ 50 كيلوغراما.

تصنيع القذائف والعبوات الناسفة جزء من الصورة التي فرضتها المجموعات الإرهابية التكفيرية بالقوة على حياة البلدة التي كانت منهمكة قبل دخولها إليها والتحكم بمصير سكانها في التوسع وشق شوارع عريضة وسط أحياء حديثة أخذت تنمو على أطراف البلدة.

فعلى الطريق الرئيسي الممتد من دوار سبينة باتجاه بلدة غزال ينتصب بناء ضخم مشيد حديثا يمتد على طول شارع فرعي عريض مؤلف من سبعة طوابق يتسع الطابق الواحد لـ 92 غرفة اتخذت المجموعات الإرهابية من أحد مكاتب المحاماة في الطابق الثاني من حيث ما زالت مكتبة خشبية تحتفظ بالعديد من الكتب المتعلقة بالقضاء مكانا لترويع الناس من خلال ما اسمته “مخفر الهيئة الشرعية في منطقة سبينة” تتجاور معه غرف تم تخصيصها كمحكمة ميدانية وعلى امتدادها غرف لتعذيب المخطوفين ومن يعترض على أوامرهم.

وقد احتاج هذا البناء إلى مناورة كبيرة وعملية دقيقة من الجيش لإحكام السيطرة عليه كما أفاد بذلك قائد ميداني بعد أن تم القضاء على العديد من الإرهابيين وإلقاء القبض على عدد آخر.

سبينة التي كانت تستيقظ على هدير معاملها حيث استقطبت على مدى السنوات الماضية الحصة الأكبر من المنشآت الصناعية قياسا ببلدات ريف دمشق الأخرى وشغلت آلاف العمال رأى فيها الإرهابيون منصة لارتكاب أعمالهم الإرهابية بحق الأهالي في قرى وبلدات الريف الجنوبي ومكانا متداريا عن الأنظار لتصنيع أدوات القتل تنفض اليوم عن كاهلها فصلا من فصول الإرهاب لتستعيد ألقها ويعيد أهلها إلى معاملها نبض الحياة لصناعة الخير والجمال.

سانا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*