الحياة الجامعية من أجمل الأيام التي يعيشها الطالب ويتذكرها جيداً .. ذكريات الهروب من المحاضرات وحضورها في أقسام وكليات ثانية و الدقائق الصعبة التي تسبق الدخول إلى قاعات الامتحان ولحظة التخرج التي يتذكرها الطالب جيداً ، ويتذكر ما فاته من معلومات وما قصّرت به كليته من أفكار وطرائق تدريس تكفل له فائدة حقيقية يفتقدها اليوم بعد تخرجه للاستفادة الفعلية من شهادته الجامعية، وذكريات عديدة لا تتسع لها الصفحات..
كل شيء تغّير!
اليوم، ومع التطوّر الكبير، والتشعب في آليات الحصول على المعلومات، بدأ الطالب يلحظ تراجعاً في بعض نواحي الخطة الدرسية والمعلومات التي يتلقاها، حيث بدأ يحدّد ما يناسبه، ويسمح له بتمكين قدراته وأفكاره بالشكل الأمثل، وبالتالي بدأت المطالب بضرورة تعديل المناهج الدراسية، بما يتوافق مع الإفادة العملية، على أمل أن يجد الطلاب آذاناً صاغية لمطالبهم!.
أستاذ جامعي في كلية الإعلام استغرب الاستمرار في تدريس المناهج الدراسية الحالية، التي ترجع إلى سنوات طويلة سابقة ، حيث إنّ هناك موضوعات لم يعد طرحها مفيدا لأنها لا تضيف إلى الصندوق الفكري الشخصي من شيء، نظراً إلى التطور المعلوماتي السريع الذي يحصل عليه الطالب، ويمكن أن تبقى هذه المواد للاطلاع والرجوع فقط، ووضع خطة درسية حديثة ، تعتمد أساليب متطورة للدراسة والاطلاع، مثل المكتبة الالكترونية، التي تمكّن الطالب من الوصول إلى المعلومة في دقائق، بعدما كان يحتاج للحصول عليها، إلى ساعات أو أيام.
نظام جيد
واعتبر البعض الآخر من أساتذة الكلية أنّ نظام الساعات المعتمد في الكلية نظام جديد، وخطوة رائعة وعملية، وهو قيد التجربة، ومن ميزاته أنّ الطالب لا يحاسب على السنوات الدراسية، إنّما على المراحل التي ينجح فيها، وفي كلّ مرحلة يستطيع الطالب أن يقدّم ما يريد، شريطة أن يحقّق الحدّ الأدنى من المواد المطلوب النجاح فيها للمرحلة الواحدة، في حين بقيت المواد على ما هي، فلم تتغير من حيث المضمون إضافة إلى أن هذا النظام يضمن التدريب العملي الحقيقي للطالب قبل تخرجه فهو يعمل ضمن استوديوهات إذاعة وتلفزيون ويقدم تقارير مكتوبة أو مصورة كوظائف .
كل أربع سنوات!
في كليات أخرى أجمع قسم من الأساتذة على أن يكون هناك تطوير مستمرّ في المناهج كلّ ثلاث، أو أربع، سنوات، خاصة بالنسبة إلى الكليات العلمية، ويجب أن يشمل التغيير تعديل المفردات، ونوعية الكتب والمراجع، بالإضافة إلى أنّه يجب الاطلاع على البرامج العالمية، وأخذ ما يتوافق منها مع سوية الكلية، فضلاً عن أهمية أن يشمل التطوير الحاجات والضرورات الملحّة في بعض البرامج والمواضيع التخصّصية، بما يخدم أفق الطالب المعرفي ويجعله على تواصل مع الجديد في العالم لجهة المعلومات التكنولوجيا المتطورة.
نسرين الجوفاني