كتب غسان فطوم..
طبيعي أن يسأل الشباب عن دورهم اليوم في صنع القرار الذي يهمهم بعد سنوات من الإنتظار، أو لنقل من التهميش والإقصاء، بفعل سياسات قاصرة كانت تنظر لهم كأشياء عديمة الفائدة، أوبعدم الثقة بإمكانات الشباب وقدرتهم على تحمل المسؤولية، أم هناك أسباب أخرى خفية؟!.
من خلال تواصلي مع عدد كبير من الشباب السوري من مختلف الأطياف والإنتماءات السياسية، وذلك عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبشكل شخصي كنت دائماً أشعر برغبتهم بأن يكونوا شركاء في بناء بلدهم كل حسب موقعه، ولكن دائماً كانوا يشكون من عدم وجود من يبادر ويشجعهم لأن يكونوا في هذا الموقع او ذاك رغم الرغبة الجامحة في ذلك!.
ولاحظت أيضاً أن لديهم شكوى من التشكيك الواضح بقدراتهم وإقصاء أو تهميش لوجودهم في مفاصل إدارية هامة!.
وثمة سؤال يطرح نفسه هنا: كيف ستتطور مؤسساتنا وهي تعاني من شيخوخة الكوادر التي نحترم خبرتها ومهارتها في العمل؟.
لا شك كان الأجد أن تدرب الرديف من الشباب الباحث عن فرصة لإثبات ذاته، فلا تعتبوا عليه إن وضع أحلامه في حقيبة سفر وبحث عنها في مكان آخر!.
ويحمّل الشباب المسؤولية في ذلك للمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية التي لا تنقل همومهم لأصحاب القرار، ولا تشجعهم ، ولا تعلمهم المشاركة في صنع القرار بحجة عدم امتلاكهم للخبرة، متسائلين: من أين سنكتسب الخبرة إذا لم يتاح لنا العمل الذي يعطينا الثقة بأنفسنا ويعلمنا أين أخطأنا وأين اصبنا؟!.
وتتأسف إحدى الشابات لوجود قوانين تحض على أهمية مشاركة المرأة في المجتمع سواء داخل مؤسستها أو بيتها، ولكنها معطلة بفعل الأعراف الإجتماعية التي ما زالت تنظر للمرأة مهما بلغت من الدرجات العلمية بأنها “ضلع قاصر”.
وهنا من المناسب الإشارة إلى ما ورد في التقرير الكمي لمشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب الذي قامت به الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، فمن خلال استطلاع عينة لرأي الشابات بهذا الخصوص اعترفن بدور العادات والتقاليد في ترسيخ الفكرة القائلة بأن المرأة “ضلع قاصر” وغير قادرة على اتخاذ القرار حتى في الأمور غير الهامة، واعتبرن أن نيل الإستحسان الإجتماعي هو طريق الخلاص بالنسبة للزوجة أو أية فتاة تريد استقرار حياتها دون مشكلات!.
بالمختصر .. شبابنا هم أملنا في صنع مستقبل سورية المتجددة، ومن الظلم تركهم على قارعة الطريق دون اهتمام بما يحقق رغباتهم وامنياتهم، والتي أهمها المشاركة في المجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين لا قاصرين!!.