عجلة التطور لا يمكن أن تقف عند حد، فالتطوير هو سمة من سمات حياة الفرد والمجتمع حتى تستمر دورة الحياة وتتطور من حسن إلى أحسن ولنصل بالنتيجة إلى الأهداف التي نريدها سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي في مختلف المجالات.
مع بداية الألفية الحالية، بدأنا نلحظ وبشكل واضح اهتمام العالم بهذا الجانب المهم، حيث بدأت تنتشر بكثرة المعاهد والمراكز التي تقدم للشباب على اختلاف فئاتهم العمرية فرصة تطوير ذواتهم من خلال اكتساب المهارات وتوجيههم باتجاه اختيار أهدافهم وتحقيقها بأقل جهد وزمن ممكنين.
ثمة سؤال بديهي يطرح نفسه هنا: أين الشباب السوري من هذا الحراك، وهم الذين يشكلون نسبة أكثر من 60% من مجموع السكان في سورية؟.
هل يوجد لدينا مراكز ومؤسسات لتأهيله وتدريبه حتى يتمكن من مفاتيح تطوير ذاته؟
المؤشرات على الأرض لا تحتاج للكثير من الشرح والتفصيل، فعلى الورق كنا نلحظ دائماً في كل خطة حكومية، وبيان حكومي دعوة للاهتمام بتأهيل وتدريب الشباب، وإعدادهم بالشكل الجيد ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، ولكن كنّا دائماً نصدم بوضع أغلب الخطط على الرف، عدا عن جهل شبابنا لذواتهم، بمعنى أنهم لا يملكون القدرة على معرفة أنفسهم وقدراتهم بالشكل السليم الذي يدفعهم نحو اختيار الأفضل لهم!.
قد يتحملون هم جزءاً من المسؤولية، ولكن يبقى الحمل الأكبر يقع على المنطومتين التربوية والتعليمية ، بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة وصولاً إلى الجامعة وما بعد التخرج فيها، فالمناهج الجامعية من المفروض أن تسلم الشاب مفاتيح الذات للولوج إلى عالم النجاح، بحيث تعلمه كيف يبدع، وكيف يصنع فرصة العمل، ويختار المكان الأنسب له.
وهنا يسجل للاتحاد الوطني لطلبة سورية اهتمامه بهذا الجانب المهم بحياة الشباب والطلبة، حيث أطلق مشروع “تطوير” والهدف منه تنمية أفكار الشباب وتطويرها من خلال ورشات العمل والدورات التدريبية المنظمة والمدروسة لتحقيق الإستراتيجية المطلوبة من المشروع بإشراف مدربين مختصين حيث يمنح شهادات دولية بالمهارات المطلوبة ليقوم الشباب فيما بعد بتطوير هذه المهارات وتنميتها بطريقة متعمقة لتقديم الأفضل كماً ونوعاً، وبالنتيجة التميز والريادة.
شبابنا وطلبتنا هم الرافعة الحقيقية للمرحلة المقبلة، لذا يجب الاهتمام كثيراً بتطوير مهاراتهم ليكونوا أعضاء فاعلين في مرحلة إعادة الإعمار.
مدير التحرير