غيب الموت صباح اليوم الفنان الكبير تيسير السعدي عن سبعة وتسعين عاما كآخر المبدعين الرواد الذين أسسوا للفن السوري منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
ولد الفنان الراحل في دمشق عام 1917 وبدأت مسيرته مع الفن منذ كان طالبا في مدرسة اللاييك معهد الشهيد باسل الأسد حاليا عام 1930 وقام بعد ذلك بعدة أدوار تمثيلية في أندية دمشق الفنية وتوج عشقه للفن بحصوله على دبلوم معهد التمثيل في القاهرة عام 1947 ليؤسس لاحقا لدى عودته إلى سورية الفرقةالسورية للتمثيل والموسيقا مع مجموعة من الفنانين الرواد أمثال معتز الركابي ورفيق شكري وحكمت محسن وأنور البابا ورفيق سبيعي وفهد كعيكاتي ومصطفى الحلاق.
وساهم الفنان الراحل لدى عودته في انطلاقة إذاعة دمشق حيث أخرج فيها العديد من التمثيليات الإذاعية التي وصلت حصيلتها إلى خمسة آلاف تمثيلية تقاسم تأليفها الراحلان الكبيران وليد مارديني والقاص الشعبي المبدع حكمت محسن الذي شكل معه ثنائيا صنع أولى ملامح الدراما السورية عبر الأثير ولاسيما شخصيتي صابر وصبرية الثنائي الذي بقي في ذاكرة المستمعين مع زوجته الممثلة الراحلة صبا المحمودي.
كما تميز الراحل في مسرح خيال الظل عبر أدائه شخصيتي كراكوز وعيواظ والذي انتقد فيه الظواهر الاجتماعية السلبية وأعطى هاتين الشخصيتين الفلكلوريتين طابعا معاصرا.
وعبر الشاشتين الذهبية والفضية قدم الراحل عددا من الأعمال منها فيلم الهانم مع فاتن حمامة وفيلم الرجل للمخرج العراقي فيصل الياسري كما عمل مع الثنائي الكبير دريد ونهاد في صح النوم فضلا عن مشاركاته في مسلسلات الدنيا مضحك مبكي وزواج على الطريقة المحلية وتجارب عائلية وكانت آخر مشاركاته التلفزيونية مسلسل أيام شامية عام 1992 قبل أن يعود عام 2000 ليؤدي بصوته دور الراوي في مسلسل الزير سالم.
كرم الراحل خلال فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008 وحصل على جائزة أدونيا لأفضل مسيرة حياة في العام 2010.