يمكنك الحصول على كتاب عليه توقيع شاعر مهم أو روائي مشهور و ربما يمكنك أن تشاهد على الصفحة الأولى بعد الغلاف عبارة تشير إلى صاحب الكتاب الأصلي ربما يكون كاتبا مشهورا قد رحل منذ مدة طويلة و اضطر ذويه إلى بيع مكتبته (مشايلة) حتى لا يأكل عليه الزمن ويشرب!.
بسطات الكتب ما زالت تشد العابرين و مدمني القراءة و خاصة الشباب الذين تتواجد هذه البسطات أمام كلياتهم وجامعاتهم فيحرصون على قراءة العناوين من أجل البحث عن كتاب نادر بسعر زهيد .
ازدحام شديد
أحمد طالب جامعي هو من المشغولين دائما بمتابعة مكتبات الرصيف يقول : يوميا لدى خروجي من الجامعة أتوجه إلى منطقة الحلبوني لأشاهد كل يوم إصدارات حديثة أو قديمة، يضيف: من يشاهد عدد الناس الواقفين أمام بسطة الكتب في منطقة الحلبوني مثلا و هم يقرؤون الكتب أو يتصفحونها يستغرب كل ما يقال عن أزمة الكتاب و النشر وانعدام القراء على العكس تماما “بحسب قول أحمد” فقد أكد أن شريحة الشباب هي أكثر شريحة تبحث عن المراجع العلمية و الأدبية التي قد لا تحصل عليها في مكتبة الجامعة و إنما تراها على بسطة لكتب في الرصيف.
و يؤكد أنس يوسف طالب في كلية الصيدلة : أن الكلية فيها مراجع ولكن بسبب تزاحم الطلاب على استعارتها قد لا نستطيع الانتظار ..و لذلك عن طريق الصدفة كنت أتجول أمام باب الجامعة لأرى المرجع الذي كنت أنتظر أن يعيده أحد زملائي لأستعيره …فأشتريه بمبلغ 1500 ليرة و الآن أحتفظ به و أعيره لأصدقائي لإتمام البحث العلمي .
أما عبير ونوس طالبة الأدب العربي التي تجد دائما أهم المطبوعات الشعرية والنثرية و الروايات التي قد تحصل عليها من مكتبات الرصيف، فقالت: صحيح أن الكتب تكون مهترئة بعض الشيء و لكني أشتريها بأرخص سعر و أقوم بتجليدها مرة أخرى وألجأ أحيانا إلى تسليكها في بعض الأحيان و أحتفظ بها و الآن مكتبتي في المنزل تحوي مجلدات شعرية لأهم شعراء الوطن العربي ومن بسطات الرصيف .
الرصيف “تحفة نادرة”
يؤكد الكثيرون من مدمني ارتياد مكتبات الرصيف أنهم في هذه الأمكنة المؤقتة يعثرون على الكتب النادرة التي يحصلون عليها أصحاب البسطات من بقايا المكتبات الخاصة أو من أحد الكتاب أو المثقفين المهتمين بقراءة الكتب.
قد لا تفاجأ أن تجد أحد باعة الكتب و أصحاب البسطات مثقفاً ثقافة نوعية …إذ دفعت الحاجة به إلى امتهان هذا العمل كالطالب الجامعي “مصطفى نعسان” طالب سنة أخيرة كلية الآداب قسم المكتبات.
يقول “نعسان” أن الحاجة و فشل المشاريع الحياتية وعدم حصوله على فرصة عمل دفعه لافتراش الرصيف بالكتب غذاء للروح و هربا من رحلة الفراغ و الملل!.
من أين يأتون بالكتب
ثمة سؤال يطرح نفسه بحرارة و هو من أين يحصل أصحاب مكتبات الرصيف على كتبهم ؟
“أبو حيان” صاحب بسطة كتب أجابنا أن أغلب الكتب القديمة تأتيه من مكتبات أحد المثقفين الذي أنهى رحلة ثقافته وودع الحياة تاركا ورائه مكتبة ضخمة دأب طوال حياته على رفدها بالقيم و المفيد و أمام حاجة ورثته للمال أو رغبة في تجديد المكان الذي تحتله المكتبة يأتون إلينا طالبين بيعها و أستطيع القول أن أغلبهم لا يقدرون قيمتها لذلك نشتريها بسعر زهيد لنبيعها بالربح .
و أخيرا :
فأن طلبة الجامعة هم الشريحة الأكثر طلبا لإقامة سوق تحتضن هذه الظاهرة بدلا من التنكيل بها بعد أن غدت جزءا من مهما من حياة الطلاب و المثقفين و المهتمين بالكتب و القراءة و الاحتفاظ بالمجلدات النادرة.
دينا عبد