أكد الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة على دور المراكز الثقافية المنتشرة في المحافظات في نشر الوعي بين أبناء المجتمع السوري وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال إقامة الأنشطة الثقافية المتنوعة والغنية ولاسيما في هذه الأيام التي نحتاج فيها الى نشر ثقافة العمل والبناء والإصلاح.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الدكتور عصمت ظهر أمس في المركز الثقافي العربي بدوما مع رؤساء المراكز الثقافية في محافظة ريف دمشق للاطلاع على سير العمل في هذه المراكز والوقوف على الصعوبات التي تعترضه بهدف تجاوزها والعمل في المقابل على تنشيط هذه المراكز وتكريس دور معاهد الثقافة الشعبية في اطار الحراك الشعبي والثقافي الذي تشهده سورية نشرا للوعي وخدمة للمعرفة.
وشارك في الاجتماع كل من سامية الراعي عضو قيادة ريف دمشق للحزب ومحمد تركي السيد معاون وزير الثقافة وبسام أبو عاقلة مدير المراكز الثقافية.
وأشار محمد تركي السيد إلى أن اولوية الوزارة في الوقت الحالي تقوم على اظهار مفهوم المواطنة الحقة التي تبني الوطن.
وكشف السيد عن أن وزارة الثقافة ستقيم في المرحلة المقبلة دورات تدريبية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف لكل مديري المراكز الثقافية ودورة أخرى لأمناء مكتبات الطفل في هذه المراكز إضافة إلى إقامة نشاط في المراكز الثقافية بريف دمشق تحت اسم الطفولة والبيئة.
وتمحورت مداخلات مديري المراكز الثقافية حول مجموعة من الموضوعات التي تمثلت بشكل أساسي بتأثير قانون الإدارة المحلية الجديد على طبيعة عمل المراكز الثقافية وإشراف وزارة الثقافة عليها.
كما تضمنت المداخلات الاقتراح بتنويع برامج المحاضرات شهريا وتخصيصها لقضايا الطفل والمرأة والشباب إضافة إلى تطوير عمل معاهد الثقافة الشعبية وحصر موضوع الموافقات على استضافة العروض الفنية بمديرية المراكز الثقافية في الوزارة المعنية.
ومن المقترحات التي قدمت في الجلسة أيضا ضرورة النظر بعائدات المسرح وإعداد برنامج رقمي لأرشفة المكتبات.
كما تمنى مديرو المراكز إفساح المجال لاستضافة محاضرين من داخل سورية وخارجها إضافة إلى رفع أجور النوادي الصيفية لتطوير عملها ودعم معاهد الثقافة الشعبية.
وفي رده على المداخلات المقدمة أشار وزير الثقافة إلى عزم الوزارة على تأهيل كوادر رديفة وشابة لملء الفراغ في المراكز الثقافية وحصر مسؤولية المسرحيات بجهة واحدة وهي وزارة الثقافة.
ونبه إلى ضرورة ان يلعب مدير المركز دور إدارة الحوار أثناء الندوات ولكن مع الالتزام بدوره كمدير حوار وليس كمحاضر إضافة إلى التدقيق في اختيار المحاضرين وعدم تكرار نفس الأسماء في الأماكن القريبة من بعضها والتنويع بأنشطة بديلة عن المحاضرات والتركيز على محاضرات جدية تتناول قضايا الناس.
كما أكد الوزير نية الوزارة التعاون مع الدفاع المدني في دورات التثقيف الصحي مشيرا إلى الجهود التي بذلتها الوزارة لإعفاء الجمعيات الخيرية والإنسانية من الرسوم تشجيعا ودعما لعملها.
من جهتها قالت سامية الراعي إن للمراكز الثقافية دورا كبيرا في تعميم ثقافة المواطنة والمقاومة مشيرة إلى أهمية استثمار طاقات المراكز الثقافية لتكون عامل دعم لقطرنا الصامد ولتصبح منابر حكمة وتوعية دائمة الفعالية في وجه هذا الإعلام العاتي الذي يستهدف وطننا ومجتمعنا.
بدوره أشار بسام أبو عاقلة مدير المراكز الثقافية إلى وجود معاناة في أكثر المناطق لبناء مراكز ثقافية ومشكلات تتعلق بروتينية العلاقة مع البلديات.
وتحدث عاقلة عن الصعوبات التي تعترض تفعيل النشاط الثقافي والتي منها نقص الكوادر الفنية وضعف المكافأة أو التعويض الممنوح للمحاضر أو الأديب وعدم وجود مركز للتأهيل والتدريب المستمر للعاملين في إدارات المراكز الثقافية ما ينعكس سلبا على الأداء وتطوير العمل إضافة إلى ضعف المتابعة من قبل بعض مديري الثقافة للمراكز التابعة لهم ونقص كبير بعدد العاملين وخاصة الفئة الخامسة في أغلب المراكز.