أحلام الشيطان بالجنة .. !!

كتب غسان فطوم :

أهم ما ميز انتخابات الإدارة المحلية يوم أمس أنها جرت ولأول مرة ضمن أجواء مشحونة في بعض المناطق ووسط دعوات تحريضية للمقاطعة والعصيان المدني ، بالإضافة إلى عملية التجييش التي سبقت الانتخابات والتي لم تخلُ من الترهيب بهدف إبعاد المواطنين على تأدية واجبهم الانتخابي ..

ولكن كل هذه الدعوات على اختلاف أنواعها فشلت وتحطمت على صخرة وعي الشعب السوري الذي أعلن بالأمس عن بدء مرحلة الإصلاح والتطوير ، حيث شهدت صناديق الاقتراع على امتداد ساحة الوطن إقبالاً جماهيرياً جيداً جداً لاختيار ممثليهم الذين يرون فيهم الكفاءة والنزاهة ..

لاشك أن رسائل عديدة يمكن استخلاصها من اليوم الانتخابي أراد السوريون من خلالها إعلان التحدي..

أولى الرسائل تكمن في كسب الرهان وإسقاط المؤامرة التي كانت تعول على فوضى في الانتخابات وبأن سورية فقدت الأمن والأمان.

والرسالة الثانية هي الإصرار على بناء سورية الغد بتأييد المشروع الإصلاحي للسيد الرئيس بشار الأسد ودعمه جماهيرياً.

 بالأمس حضرت البيئة الدستورية اللازمة للانتخابات حيث كانت الشفافية والنزاهة علامتان فارقتان في المراكز الانتخابية ويشهد على ذلك ملايين السوريين الذين مارسوا حقهم وواجبهم الانتخابي. صحيح أن الانتخابات جرت ضمن أجواء باردة مناخياً ولكن محبة الوطن والانتماء الصادق له والإحساس والمسؤولية بالعمل للغد المشرق كسر “سم” البرد وجعل اليوم الانتخابي دافئاً وبدرجة حرارة عالية ..

إنه الشعب السوري الذي يكبر عند الأزمات ويظهر معدنه الحقيقي كالذهب العتيق ، ولمن لايريد أن يفهم هذه الحقيقة الساطعة ومازال متوهماً بأن يحدث شرخاً بين الشعب وقيادته نقول : أحلامكم كحلم الشيطان بالجنة ، عودوا من حيث أتيتم هذه أرض الشام التي لا تقبل أن يطأها الأنجاس وسفاكي الدماء البريئة.