أولمبياد اللغة الفارسية …تظاهرة لسبر معلومات الطلاب وتلافي سلبيات التدريس
“الأولمبياد تظاهرة ثقافية يتم من خلالها سبر معلومات الطلاب واختبار مقدراتهم اللغوية”،هذه هي الرسالة التي حاولت من خلالها المستشارية الإيرانية بدمشق أن توصلها إلى طلاب أقسام اللغة الفارسية في الجامعات السورية (دمشق والبعث وتشرين) وذلك من خلال الأولمبياد الذي أقامته مؤخراً “الأولمبياد الثاني العام لطلاب اللغة الفارسية وآدابها في سورية “،لتكون هذه التظاهرة الأولى من نوعها على صعيد أقسام اللغات الأجنبية في الجامعات السورية وذلك بغية الرقي بسوية اللغة الفارسية في الجامعات السورية وسعياً منها على التعرف على مواهب طلاب اللغة الفارسية وتنمية قدراتهم العلمية ونشر ودعم اللغة الفارسية .
الأولمبياد أقيم مؤخراً على مرحلتين بمشاركة أكثر من 70 طالباً وطالبة حيث شمل المهارات السمعية والقراءة والمحادثة والكتابة وتضمن أسلوب الكتابة والترجمة ونصوصاً شعرية ونصوصاً نثرية والعلوم الأدبية إضافة إلى العروض والقافية وأسلوب البيان وقواعد اللغة الفارسية والبلاغة .
آراء الطلاب
الطالبة “مرام علي”طالبة سنة ثالثة في قسم اللغة الفارسية في جامعة دمشق قالت: شاركنا في الأولمبياد لاختبار مقدراتنا اللغوية ومستوانا التحصيلي حيث يعتبر الأولمبياد بمثابة بداية لتعلم اللغة الفارسية وليست نهاية المطاف حيث يتضمن عدة أسئلة متفاوتة في الصعوبة والسهولة وذلك لتقييم المستوى التعليمي لطلاب الجامعات، فالأولمبياد فرصة لتشجيع الطلاب على التحصيل،ويعطي انطباع أولي أنه ثمة اهتمام بهذه اللغة ومتعلميها، فأول ما بدأت اللغة الفارسية كان عدد الطلاب قليل جداً لا يتجاوز 150 طالب أما الآن فالأعداد تتزايد مع الاهتمام بها .
وأما الطالبة “لبنة الحوراني”طالبة سنة رابعة في قسم اللغة الفارسية في جامعة البعث فقالت: مشاركتي في الأولمبياد هي فرصة للتعرف على الطلاب والأساتذة ،حيث كانت أسئلة الأولمبياد متدرجة بين السهولة والصعوبة والوسط وهي فرصة لنا لمعرفة مقدراتنا اللغوية وتبادل الخبرات والثقافات بين الطلاب ، كما يعكس الأولمبياد مدى اهتمام المستشارية و أقسام اللغة الفارسية في الجامعات السورية باللغة الفارسية .
فيما قالت الطالبة ضحى نظام: كانت أسئلة الأولمبياد صعبة قليلاً ولكنها كانت فرصة لنا بأن نتعرف فيها على بعض الأسئلة والمعومات الثقافية التي طرحوها إضافة إلى التعرف على مقدراتنا اللغوية ،هذا فضلاً عن استشعارنا للاهتمام الذي يوليه الإيرانيين بشعرائهم وأدبائهم من خلال الأسئلة التي عكست ذلك، فالأولمبياد يظهر مهارات الطلاب ومقدراتهم .
المستوى العالي
بدوره قال باسل سرابي مدير العلاقات الثقافية في المستشارية الإيرانية بدمشق : إقامة مثل ذلك أولمبياد يعكس مدى الاهتمام باللغة الفارسية التي تعتبر ثاني لغة في العالم الإسلامي بعد اللغة العربية حيث يتكلم بها أكثر من 111مليون نسمة في العلم الإسلامي في بلدان عديدة كإيران وطاجكستان وأفغانستان وبعض الأقليات الموجودة في البلدان التي نالت استقلالها من الاتحاد السوفييتي السابق ، إضافة إلى وجود نتاجات أدبية غنية جداً ألفت باللغة الفارسية ومن هنا كان من الضروري التعرف على آثار هؤلاء العلماء وباللغة الفارسية،وباعتبار أن كل لغة إنسان فإن امتلاك ناصية اللغة يعني التعرف على عادات شعبها وتقاليدها .
ولفت سرابي إلى أن اللغة الفارسية المدرسة في الجامعات السورية على مستوى عالي من ناحية التعليم وذلك بوجود جامعات عديدة فيها قسم للغة الفارسية، وقال: تعتبر سورية من البلدان القلائل التي تدرس الفارسية في أكثر من جامعة على مستوى قسم
فرصة لتوطيد العلاقات
حسن المصري مسؤول الترجمة والدراسات في المستشارية الإيرانية قال: الأولمبياد فرصة لتوطيد الأواصر الثقافية والأدبية ما بين الثقافية الفارسية والعربية إضافة إلى دوره في سبر معلومات الطلاب ويساعدهم على التعرف على بعضهم بعضاً وعلى الأساتذة الإيرانيين، أي أنه تظاهرة ولقاء ثقافي يجمع طلاب أقسام اللغة الفارسية في الجامعات السورية ، فضلاً عن دوره التحفيزي للطلاب في التواصل المعرفي من خلال السعي نحو التفوق في اللغة .
ونوه المصري إلى أن الأولمبياد فرصة لكشف بعض الثغرات ونقاط الضعف الموجودة في التدريس والمناهج لدى أقسام اللغات الفارسية في الجامعات ليتم تلافيها فيما بعد بناء على النتائج، فتجربة الأولمبياد الأول بينت أن طلاب الجامعة الفلانية كان جيداً وهذا ما يعكس نوعاً ما مستوى هذه الجامعة.
علي العبدالله
alimanabd@yahoo.com