الأخبار

امتحانات حقوق دمشق مازالت “تجتر” من زمن الأجداد..!!

لم يشفع البناء الجديد والمدرجات الحديثة وتلك التجهيزات العملاقة لكلية الحقوق في تغيير الصورة النمطية عن كتاب الشركات مثلاً أو القانون المدني .. هو تغيير في الشكل وبقي المضمون .. مناهج ضخمة .. أسئلة صعبة .. أساليب تدريس أكل الزمان عليها وشرب ولأن طلاب كلية الحقوق يتميزون عن غيرهم من طلاب كليات الفرع الأدبي في الثانوية بأنهم اختاروا الحقوق عن رغبة مسبقة ( وإن اختلفت أسبابهم وأهدافهم من وراء دراسة الحقوق، باستثناء الراغبين بدراسة الصحافة ، وهي الفرع الوحيد الذي يحتاج إلى مجموع عالٍ في البكالوريا أعلى من الحقوق، وباستثناء طلاب الفرع العلمي الذين كان انخفاض معدلهم سبباً لدخولهم الحقوق) وهذا سبب رئيس من المفروض أن يساعدهم في التفوق والنجاح في هذه الكلية إضافةً إلى أنهم أساساً متفوقون في البكالوريا ومعدلاتهم فيها أعلى مابين أقرانهم من طلاب الكليات الأخرى والمعاهد المتوسطة، رغم ذلك نجد نسبة الفشل والرسوب والانقطاع فيها كثيرة جداً والمعدلات ونسب النجاح هي الأقل مابين جميع الكليات على الإطلاق، والفارق مابين الداخلين إليها في السنة الأولى والمتخرجين في الكلية كبير جداً لايمكن إهماله والتغاضي عنه ولابد من بحث أسبابه وعلاجها.

ماذا يفعل الندم ؟!

يقول الطالب شادي زين الدين إن أول ما يُفاجأ به الداخل إلى كلية الحقوق هو ذلك العدد الضخم من طلاب الحقوق والذي لا مثيل له في باقي الكليات سوى الآداب ، وعددهم بالآلاف لذلك فالازدحام أينما ذهبت في التسجيل وفي المحاضرات وأثناء الامتحانات وعند إصدار النتائج .

ولاتقف الأمور عند هذا الحد ، فالعدد الأضخم لطلاب التعليم المفتوح أضف إليهم الطلاب الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية ، واختلاف أهداف الطلاب من دراسة الحقوق ، حول ما يسمى بسوق العمل ، فهي الطريق إلى سلك القضاء والشرطة والوظائف العامة ، وتأتي المحاماة غالباً في المرتبة الأخيرة ، نظراً لكثرة المحامين ، وأمام هذه الأعداد الهائلة من طلاب الحقوق وفرص العمل النادرة سيجد الطالب نفسه قد أخطأ خطأ عمره باختيار هذه الكلية ، وتمنى لو أنه اختار أي كلية أخرى ، على الأقل فإن فرص العمل لخريجي بقية الكليات في الداخل والخارج هي أفضل من فرص طلاب الحقوق.

ضاقت بهم الأحوال

في حين ترى الطالبة لوريس العظم إن مافي الحقوق هي ارتباطها الوثيق بالواقع الحقيقي للإنسان في معيشته ضمن أسرته ومجتمعه ، تبعاً لأهمية القانون وارتباطه بجميع تفاصيل الحياة ، ومواد عملية أكثر منها نظرية ، بمعنى أنها تحتاج إلى الفهم والربط والاستنتاج أكثر منها الحفظ والبصم ورغم ضخامتها فإنها ما تزال تدرس بأسلوب المحاضرة السردية ، ورغم العدد الهائل لطلاب الحقوق فإن طلاب السنوات الأربعة يتوزعون على أربعة مدرجات فقط والمحاضرة تعطى لمرة واحدة، فليس فيها عملي أو حلقات بحث ، ولا يوزع الطلاب على عدة شعب ، وذلك لأن العدد الأقل في المدرج يساعد على الفهم والحوار مع الأساتذة ، وهي الكلية الوحيدة التي تمتاز بهذه الصفة ، ورغم ضخامة المنهاج فإن أساتذة الحقوق يطالبون بمحاضراتهم وما يأتي فيها إضافة إلى الكتب ، وتأتي الامتحانات وليس بذهن الطالب أية فكرة مسبقة عن نموذج الأسئلة ، فكل دورة تختلف عن غيرها ، ولكل أستاذ أسلوبه فأصبح الطالب مطالباً بالمحاضرات والكتاب بهوامشه ومطالعاته التي كثيراً ما أتى منها أسئلة الامتحان.

آه من لحظة الحسم

يشير غسان وردة أن الامتحانات تبدأ وتنتهي وتصدر النتائج ولا نرى سلالم التصحيح ، لنعرف  أين تذهب علاماتنا ولنتبين أخطاءنا فيما كتبناه. هل ترى هو الخوف من الاعتراضات الكثيرة التي ستقدم من الطلاب على نتائجهم .. وبالتالي فإن إدارة كلية الحقوق وأساتذتها في غنى عن هذه المشكلة.

ويضيف أيضاً دخلنا وفوجئنا أكثر من رمة بالقسوة الشديدة والمعاملة غير اللائقة من بعض المراقبين وأكثر المواد قدمت دون راحة نفسية وبضغط شديد، ولم نجد مراقباً واحداً هدأ من روعنا وشجعنا بكلمات لطيفة كنا بأمس الحاجة إليها ونحن في أول امتحان لنا في الجامعة، وأية حركة ضمن القاعة كانت تؤدي إلى سحب الورقة ، وتعرض أكثر من طالب للتفتيش دون سبب ، فقط ليقولوا للطلاب إن بإمكاننا أن نفعل ما نشاء وأي اعتراض يسحب في الدفتر، ويأخذ الطالب الصفر في المقرر.

إلـى متى ؟

قد تكون هذه عينة من الحالات التي لاتعد ولاتحصى في الكلية وهي مثال مصغر عما يجري في الكثير من الكليات وبالنظر إليها نلمس أن معظم هذه الحالات هي مكررة وليست جديدة والسؤال .. إلى متى ؟

سليمان خليل سليمان

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*