تلعب الهيئات الإدارية في الكليات والمعاهد الوسيط بين الجامعة والطلبة ، فهي مخولة بقيادة النشاط الطلابي ومتابعة القضايا الدراسية على مدار العام الدراسي من خلال انخراطها في صفوف الطلبة وقضاياهم التعليمية والثقافية والفنية .
الهيئات الإدارية هي عين الاتحاد الوطني لطلبة سورية على الطالب والكلية أو المعهد وفي هذا الاعتبار تصبح مدى فاعليتها وتواجدها وحضورها وآلية عملها معيار الثقة المتبادلة بين الطالب والاتحاد والجامعة.
*** القوة الشخصية الفاعلية ***
يقول عدنان الباشا من كلية العلوم في جامعة دمشق من ينظر إلى دور الهيئات الإدارية يلمس تفاوتاً بين هذه وتلك فبعض الهيئات لها صوتها وحضورها ويحسب لها ألف حساب في مجلس الكلية بالرغم من أن الكثير من المطالب والمقترحات لا يؤخذ بها من قبل الكلية أو عميد الكلية .. ويضيف : لا أنكر أن هناك حرب حقيقية للحصول على القرار أو لدحض القرار ودور الهيئة الإدارية ضروري للدفاع عن مصلحة الطالب ، وبرأيه أن أسباب تدني فاعلية الهيئة الإدارية يعود رئيس الهيئة شخصياً وليس لما أعطاه القانون والنظام الداخلي للهيئة بقدر ماهي الشخصية وطريقة التحرك والعمل والاهتمام والعلاقات مع المدرسين والإداريين والطلبة.
*** اجتماعات على الورق ***
وينبه أيهم قداح رئيس هيئة الطب البشري في جامعة دمشق إلى أن دور الهيئات الإدارية يقتصر على عقد اجتماعات على الورق ورفع محاضر إلى الفرع ويضيف نتمنى أن نرى جولات مفاجئة .. عمل ميداني .. الدخول إلى مقاعد الدراسة ، أي دور الهيئة الإدارية في التسجيل والامتحانات وشؤون الطلبة وقضاياهم .. يضيف أن أرى أن الكثير من غرف الهيئات الإدارية هي لعقد لقاءات ودية (عاطفية) أو لحل مشاكل معنية وللضيافة والاستراحة .. نريد هيئات تكون صوت الطالب وكلمته ويحسب لها الحساب في الكلية .. ويروي قصص مع عمادة الكلية مشاكل الامتحانات لا تحل بالرغم من تدخل الهيئة ومتابعته اليومية لها إذ أن الأمور بقيت على حالها تعتمد على الاتكالية وعلى الله.
*** هيئة للنشاطات والترفيه ***
وتلمح ازدهار من كلية الاقتصاد إلى أن الهيئة الإدارية غير معروفة إلا في النشاطات فأهمها هذه السنة المسيرات و الاعتصامات والنشاطات الفنية والثقافية .. وتقول على مدى أربع سنوات من دراستي في كلية الاقتصاد لم أقرأ قرارات الهيئة الإدارية إلا لحفلات التعارف أو لحفلات خارجية ( مسرح – موسيقى – شعر – رحلة .. الخ ) ولكن عندما علمت أن رئيس الهيئة عضو في مجلس الكلية تفاجأت ماذا يعمل ؟ هل بإمكانه مساعدتنا ؟! أين هو من قرارات الكلية لتأجيل أو اختصار أو اعتراض طالب ما على قرار مجحف ؟!
أين هو؟!..
*** الدور الرقابي والمنفعة الشخصية ***
ويرى الطالب معن البرازي من كلية الآداب أن المنفعة الشخصية هي من أولويات عمل رئيس وأعضاء الهيئة ويضيف معن : لقد تعرفت على الهيئة منذ أيام التسجيل وأعرف كيف يعملون وكيف يفكرون وأين دورهم لم ألحظ منهم دوراً رقابياً أو بحثاً عن مشكلة .. إنهم ينتظرون أن ترد إليهم المشاكل وغالباً ما يخاطبون العمادة أو الفرع بها ولا يوجد تجاوب وأضاف معن المشكلة أن رئيس الهيئة وأعضاءها يأتون لمدة عام أو اثنين على الأكثر فلا تلحق أن تعرف كيف تعمل حتى يتم تغييره ثم إن الهيئة الإدارية غير مخولة باتخاذ قرارات سريعة فلا بد من أن نرجع إلى من هو أعلى منها وأحياناً يكون التواصل ضعيف.
*** رئيس الهيئة يستطيع أن يوقف مدرس جامعي ***
من جانب يرى الدكتور صفوان العابد أستاذ في كلية التربية الذي كان متواجداً في الهيئة الإدارية أن دور الهيئة الإدارية فاعلاً وضرورياً ولايمكن الاستغناء عنه .. وقال : لاأحد ينكر تراجع دور الهيئات الإدارية بسبب الظروف وبسبب التغيرات وبسبب المتابعة والترهل الإداري وبسبب عدم الاستجابة لمطالبها فالجامعة ترى أن الهيئة الإدارية مكون نشاطي اجتماعي ثقافي وترى بأن أي قرار لايمكن مسه من جهة الهيئة لعدم خبرتها ودرايتها العلمية وهذا برأيي خطأ .
ويضيف د. العابد : بالماضي كنا نستعين بالهيئة الإدارية وكنا كدكاترة وأنا مسؤول عن كلامي كنا نحسب حساب لموقف الهيئة منها إذا تقدم لها الطلبة بشكوى ضدنا .. هناك هيئات قادرة على فتح ملفات فساد رشوى وأخطاء إدارية وتوقع العابد عودة الروح والفاعلية للهيئات الإدارية وخاصة مع الدعم الذي يلقاه الطلبة وخطة الإصلاح الجارية وصوت الطالب جزءاً لا يتجزأ من الحقيقة ولا يمكن تجاهله ..
*** نتائج غير مطبوخة ***
لاشك أن الوقت قد حان لفتح نوافذ المساءلة وإعادة ترتيب الصفوف لأن الصوت الطلابي يحتاج إلى من يسمعه للوصول إلى نتائج تخدم وضعه برأي الطالب الذي هو في النهاية معلق عند من يمثله ..
ترى من يتحمل المسؤولية ؟!.
سليمان خليل سليمان