قلنا سابقا وما زلنا نصّر على أننا نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى “الجدية والعقلانية لتعزيز المهارات البشرية السورية، والقدرة على استيعاب مخرجات التعليم من المعاهد والجامعات وحسن توظيفها والتعامل معها لتكون الأداة الفعّالة في ترميم ما خسرناه من بنية المجتمع المادية والمعنوية، وتصحيح الخلل في هيكلية القوى العاملة بعد حالة الاستنزاف لفئة الشباب والخبرات المتقدمة، وإشباع حاجاتنا عن طريق الاستفادة من الموارد الاقتصادية المتاحة وحسن توظيف اليد العاملة السورية فيها، والأهم مذ ذلك هو أن لا نفقد الثقة بكوادرنا وخبراتنا، بمعنى يجب “الإيمان بمهارة العقل السوري المبدع وأن نعمل بجدية لفتح الآفاق أمامه ليكون الباني الأول في إعادة الإعمار، لذا لابدّ أن نعي أهمية اليد العاملة التي تحتاج إليها على كامل مساحة الوطن وخاصة في مرحلة البناء والإعمار القادمة.
وبهذا الخصوص تبيّن إحدى الدراسات انخفاض المستوى التعليمي لليد العاملة في القطاع العام الصناعي بسورية حيث تتوزع بين 63% من حملة الإعدادية وما دون، و28% من حملة الثانوية والمعاهد المتوسطة، و9% فقط من حملة الشهادات الجامعية. ويشير هذا الواقع حسب الدراسة إلى الوضع التكنولوجي المتردّي للصناعة السورية واعتمادها بشكل أساسي على العمل اليدوي وبمستوى تعليمي متدنٍّ، الأمر الذي لا يحقق قيمة مضافة كبيرة من خلال مهارة اليد العاملة ومستوى تعليمها وتدريبها وتكنولوجيا الصناعات التي تعمل فيها، ما يتطلب إعطاء الأهمية المناسبة لتحسين التركيب التعليمي للعاملين فيها.
راصد