بكل أسف هناك إهمال شديد للمعاهد التقانية سواء على صعيد بنيتها التحتية أو الاهتمام بخريجيها وزجهم بسوق العمل إلى درجة تحول فيها هذا النوع الاستراتيجي من التعليم إلى مجرد مكان لتضييع الوقت دون أي أمل بالمستقبل، وهذا ما أدى إلى تراكم مشكلاته وباتت بحجم جبل من الصعب تجاوزه، ولعل نسب الفاقد من المعاهد تفسر ذلك إذا وصلت لحدود الـ 70% والنسبة في تزايد أمام اللامبالاة الحاصلة!.
بالمختصر، قلناها سابقاً ونؤكد اليوم إن تبعية المعاهد العلمية إلى المجلس الأعلى للتعليم التقاني وتبعيتها الإدارية إلى عدة وزارات خلق نوع من التشتت والضياع وأدى بالنتيجة إلى تهميش الاهتمام بها وبات الطلبة يشعرون كأنهم عالة يراد التخلص منهم بأية وسيلة!.
حسب إحصائيات التقرير الوطني للتنمية البشرية منذ عام 2005 ولغاية اليوم فإن نسب الفاقد في المعاهد التقانية أكبر بكثير من نسب الفاقد في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وبين الإناث أكبر منها في الذكور، لذا لا غرابة أن يحسم الطلبة أمرهم بعدم متابعة الدراسة طالما مستقبلها ما زال مجهولاً بسبب عدم وجود خطط إستراتيجية للتشغيل إلا على الورق!!!.
Nuss.sy