عندما نقرأ ونسمع ونشاهد تألق كفاءاتنا بالخارج، نفرح لها بالتأكيد ولكن بذات الوقت نحزن كثيراً وهي التي كانت بين أيدينا، لكنها جمعت طموحاتها بحقيبة سفر صغيرة وهاجرت تبحث عن فضاء رحب لتبدع فيه “وا حسرتاه”!.
إن زيارة سريعة لأي مؤسسة حكومية يلفت انتباهك فوراً الكثير من الموظفين العاطلين عن العمل، بل والمعطلين للعمل، في وقت نحن بأمس الحاجة للتميز وللارتقاء بالعمل لنحصل على الجودة في الإنتاج ولكن من أين ستأتي، ونحن نفتقد للإستراتيجية في إدارة الموارد البشرية، او لنقل للتدبير الخلاق بعيداً عن الشعارات والخطط الورقية!.
اليوم هناك منافسةَ يمكن وصفها بالشرسة بين الشركات العملاقة منها والصغيرة على استقطاب الكفاءات والخبرات وخاصة الشابة منها، هذا الاهتمام لم يأتِ عن عبث، وإنما لإيمان تلك الشركات المتعددة الجنسيات أن عقل الانسان لا يمكن الاستغناء عنه وتبديله بالتكنولوجيا مهما بلغ تطورها.
يجب أن نملك الشجاعة ونقر بتتأخرنا كثيراً في وضع الإستراتيجيات التي تختص بتأهيل الموارد البشرية، بدءاً من المدارس والجامعات والمعاهد وفي كل مفاصل الإدارات والمؤسسات الأخرى، التي ثبت عجزها عن تلبية حاجتنا التنموية من الموارد التي تحتاج لتأهيل مستمر لتبقى متجددة وقادرة على العطاء لسنوات طويلة.
واليوم بات أملنا كبيراً بعد إطلاق السيد الرئيس بشار الأسد لمشروع الإصلاح الوطني، وخاصة لجهة “تدريب الكوادر وتشجيع المواهب واستثمارها ومنحها الفرصة للابداع في العمل، ويبقى الأهم مكافحة الفساد الإداري ووضع معايير وتوصيفات جديدة للعاملين في الدولة مع لحظ أصحاب الكفاءات دون استثناء فهم الأمل في مرحلة الإعمار، ويجب العمل منذ اللحظة لأن الكثير من المؤسسات تكاد تكون خاوية من الكفاءات التي نحتاجها في القادم من أيام!
Nuss.sy