الأخبار

المشاركون السوريون في الأولمبياد المعلوماتي الدولي: تصميم على العمل لمجاراة متسابقي الدول المتقدمة

أكد أعضاء الفريق المعلوماتي الوطني المشارك في مسابقة الأولمبياد المعلوماتي الدولي الثالث والعشرين التي أقيمت في تايلاند من 22 إلى 29 الجاري أن المسابقة زادتهم إرادة وتصميماً على مواصلة التدريب لتنمية مهاراتهم وخبراتهم لمجاراة متسابقي الدول المتقدمة وتحقيق أفضل النتائج ولاسيما بعد إحراز ميدالية فضية لسورية هي الأولى لها في تاريخ مشاركاتها نالها الشاب كنان سرميني حيث احتل المرتبة 38 من بين 307 مشاركين يمثلون 79 دولة.

ومثل سورية في هذا الأولمبياد المتسابقون كنان سرميني 17 عاما وحيدر عبود 16 عاما من اللاذقية ووائل عمايري 16 عاما من دمشق وعبد الباسط الجودي 14 عاما من حمص إلى جانب المدربين المهندسين عمار نحاس وشادي صالح ورئيسة الفريق ياسمينة العقدة.

وقال سرميني الفائز بالميدالية الفضية لدى وصول الفريق إلى دمشق أمس إن المسابقة كانت صعبة وفيها منافسة قوية خاصة في ظل مشاركة متسابقين من دول متقدمة كالصين وروسيا وأمريكا وغيرها معتبرا أنه ليس من السهل تحقيق نتائج ونقاط مرتفعه في ظل منافسة كهذه.

ولفت سرميني الذي سبق وحصل على ميدالية برونزية في مسابقة العام الماضي في كندا إلى أن المسابقة تضمنت اختبارات على مدى يومين مدة كل منها خمس ساعات يتم خلالها حل ثلاث مسائل على الحاسب تكون فكرتها مبنية على البرمجة واستخدام الخوارزميات ولكل منها 100 نقطة معتبرا أن أداء اليوم الأول كان جيدا واحتل فيه الترتيب الثالث والعشرين وهو يندرج ضمن تصنيف الميداليات الذهبية لكن حالة التوتر التي انتابته في اليوم الثاني حالت دون محافظته على ترتيبه في اليوم الأول.

بدورها اعتبرت ياسمينة العقدة رئيسة الفريق أن أداء الفريق السوري كان جيدا وأفضل من الأعوام السابقة وكان من الممكن لمتسابق آخر هو حيدر عبود أن يحقق ميدالية برونزية لولا تراجعه في اليوم الثاني الذي كانت اختباراته أصعب من اليوم الأول.

وبينت أن هذه المشاركة كانت مفيدة لجهة إمكانية الاستفادة من تجارب وخبرات بعض الدول التي تحقق مراكز متقدمة في هذا المجال ولاسيما إيران وروسيا وكرواتيا حيث جرى الاتفاق معها لتفعيل للتعاون المشترك وإيجاد صيغ جديدة في التدريب لنقل تجربتها وأساليب ومناهج بعضها في التدريب والمشاركة في امتحاناتها بشكل ينعكس على تطوير مستوى الفريق السوري.

بدوره رأى مدرب الفريق المهندس عمار نحاس أن النجاح في المسابقة يتطلب مجهودا فرديا واهتماما شخصيا للمثابرة والمتابعة في التدريب لاكتساب الخبرة المطلوبة بحيث يقتصر دور المدربين في توجيه المتسابقين لأفضل الطرق والاساليب التي تساعدهم للارتقاء بمستواهم معتبرا أن الحصول على ميدالية فضية على مستوى العالم ليست بالأمر السهل لأن المنافسة تجمع أفضل الطلاب المنتقيين من الدول المتميزة في مجال المعلوماتية.

ولفت نحاس إلى وجود الكثير من الطلاب المتميزين في سورية الذين لم يتم الوصول اليهم وهو ما تسعى إليه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية من توسيع الشريحة العددية ضمن منافسات الأولمبياد مؤكدا أن من يملك مهارة وخبرة كبيرة في حل مسائل معقدة وهو في هذا العمر فإن ذلك سينعكس مستقبلا خبرة في حل مشاكل واقعية.

وبين نحاس أنه على مدى المشاركات السورية في الاولمبياد الدولي التي بدأت منذ 2004 استطاع الفريق أن يبلور خطة تدريب خاصة تترافق بمعسكرات تدريب لافتا إلى التطور الكبير الذي شهدته السنوات الثلاث الأخيرة في مجال التدريب واستقطاب الطلاب المتميزين والمهتمين من المدارس الحكومية والخاصة وازدياد حجم الكادر التدريسي والتدريبي وتحسن نوعية التدريب.

ورأى كل من المتسابقين عبود وعمايري والجودي أهمية المثابرة ومتابعة التدريب في صقل خبراتهم ومهاراتهم معتبرين أن مستوى المشاركين السوريين العلمي لا يقل عن مستوى المتسابقين الدوليين لكن ينقصهم بعض الشيء الخبرة التقنية التي تأتي من حل المزيد من المسائل والتدريب.

ورأى الدكتور جعفر الخير نائب رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والمشرف على الأولمبياد فيها أنه لابد من وجود أمرين ليتمكن المتسابق من النجاح هما الموهبة والإرادة وبعدها تأتي الرعاية والتدريب دون إغفال الإطار العلمي الذي يعمل الكادر التدريبي في الجمعية على تأمينه عبر ترجمة المسائل وحلها وتوفير المناهج مبديا أمله في تحقيق نتائج أفضل في المشاركات القادمة.

وأشار إلى أن أحد أبرز المشاكل التي تواجه الطلاب المتميزين في المسابقة هي مسالة الشهادة الثانوية التي تتطلب مزيدا من الجهد والدراسة على حساب المتابعة والتدريب والتحضير للاولمبياد موضحا أنه بعد أن يتم إعداد الطالب لفترة طويلة ليصل إلى فكر تركيبي قادر على عمل خوارزميات وبرمجتها يصل إلى مرحلة حرجة وهو في قمة عطائه في الأولمبياد تتعارض مع الشهادة الثانوية التي يعتبرها الطالب مرحلة حاسمة لتحديد مستقبله معتبرا أنه من المفيد إجراء دراسة لإمكانية إيجاد منح جامعية للطلاب المتفوقين في الاولمبياد في مجال المعلوماتية بهدف الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم وعدم إهدارها.

يذكر أن الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بدأت بتنظيم الأولمبياد المعلوماتي السوري منذ عام 2004 وهي تعمل منذ ذلك الحين على تطوير أساليب التدريب لاجتذاب المزيد من الناشئة دون 18 عاما بهدف التشجيع على ارتياد الجوانب المفيدة في تقانات المعلومات وتعزيز نواحي التفكير الإبداعي ومبادئ التحليل والتصميم المنظم لديهم إضافةً إلى التعلم الذاتي المستمر وتوجت جهودها بإيفاد المتميزين في الأولمبياد السوري لتمثيل سورية في المنافسات العالمية في اليونان 2004 وبولندا 2005 والمكسيك 2006 وكرواتيا 2007 وبلغاريا 2009 وكندا 2010 وتايلاند هذا العام.

ويعود تاريخ الأولمبياد المعلوماتي الدولي إلى عام 1989 عندما أقيم في بلغاريا بمشاركة ثلاث عشرة دولة تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو ويعد الاولمبياد من أبرز الأنشطة التي تلقى القبول والتشجيع في مختلف دول العالم حيث يستقطب أكثر من ثلاثمئة متسابق من حوالى ثمانين دولة من مختلف أنحاء العالم ويعقد سنويا في إحدى الدول المشاركة حيث يمثل كل دولة أربعة طلاب وينال عادة الفائزون الخمس والعشرون الأوائل الميداليات الذهبية كما يتم توزيع 50 ميدالية فضية و75 ميدالية برونزية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*