كتب غسان فطوم ..
أشرنا سابقاُ لما سنعرضه في القادم من سطور، واليوم نعود نشير ونذّكر لعل الذكرى تنفع!.
سؤال يطرح نفسه: أين كنّا خلال السنوات الماضية من الكفاءات والخبرات؟، لماذا أجبرناها على وضع أحلامها في ثلاجة التأجيل أو في حقيبة سفر لعل وعسى تجد المناخ المناسب لإطلاق إبداعاتها؟!.
بكل شفافية ووضوح هناك غياب واضح للحكومة عن إدارة هذا الملف الساخن ووضعه على الهامش لسنوات طويلة!.
هذا الفراغ استغلته بكل أسف العديد من الجمعيات والشركات الخاصة التي تعمل بإدارة الموارد البشرية فدخلت على الخط، وبدأت تعلن عن دورات وورش عامة تستقطب الشباب وخاصة الخريجين في الجامعة، تحت عناوين براقة على الورق تمحورت حول العديد من المواضيع الخاصة بمهارات سوق العمل والمهارات القيادية وعلاقات العمل وغيرها الكثير!.
لسنا ضد ذلك، فهذا الحراك هام رغم الفوضى الحاصلة، وطغيان الشكل على المضمون، لكن “مجبر أخاك لابطل” طالما هناك غياب بالشكل العملي لمراكز الإرشاد والتوصيف الوظيفي، وأيضاً غياب التقييم الحقيقي للكوادر، مما جعل البطالة المقنعة تلتهم وتثقل كاهل مؤسساتنا التي وقعت في فخ الروتين في ظل الحاجة الماسة لتطوير أدوات العمل وفق مقتضيات المستجدات، فكما هو معلوم أن “بقاء الحال من المحال”، فأين نحن من هذه المقولة؟!.
ويبقى السؤال: لماذا نجتر أساليب إدارية واستثمارية وتعليمية وإعلامية مستهلكة .. لم تعد تفي بالغرض؟!.
Nuss.sy