كتبت دارين سليمان :
لنعترف بأننا فشلنا لغاية اليوم بإيجاد الطريقة المناسبة لإغراء الأدمغة المهاجرة بالعودة الى أرض الوطن !
للأسف كل ما فعلناه هو التباهي بعقد عدة ندوات ومؤتمرات تعد على أصابع اليد الواحدة لم تخرج بتوصياتها الموضوعة في غلاف أنيق عن إطار الدعوة دون فعل لاتخاذ الإجراءات ورسم السياسات الناجعة التي تحفز طيورنا المهاجرة على العودة ، عشرات التوصيات والقرارات بقيت تدور في فلك الأمنيات ، لكن متى كانت ” الريت بتعمر بيت ؟” .
بفعل هذه اللامبالاة باتت مشكلة هجرة الكوادر والكفاءات تشكل ظاهرة مقلقة للغاية كونها أكبر عقبة أمام إحداث تنمية حقيقية نحن أحوج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى ، ويكفي أن نعرف أن هناك عشرات الآلاف من السوريين المبدعين في مختلف المجالات هم عماد التنمية في بلدان الاغتراب لندرك بذلك حجم الخسارة الفادحة !!
ولعل أكبر مثال على فشلنا هذا يتجلى بعدم قدرتنا على استقطاب الموفدين للدراسة في الخارج على نفقة الدولة فالأرقام التي بين أيدينا توضح أنه من بين كل مائة موفد يعود حوالي العشرين، هذا بحسب التقرير الوطني للتنمية البشرية والمجموعة الإحصائية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء ، والمعلوم أن هناك ملايين الدولارات تصرف على دراسة هؤلاء ، لكن للأسف العديد منهم رمى بكل ذلك وراء ظهره ووقع في أحضان الإغراءات التي يقدمها صيادو العقول في بلدان الإيفاد ، أما نحن مازلنا نتفرج ، والطامة الكبرى أن بعض الجهات المعنية كوزارة التعليم العالي تتخذ أحيانا إجراءات وقرارات تعرقل عودة هؤلاء وتدفعهم للهروب !!
لاأريد الآن أن أدخل في تفاصيل ذلك فالأمر يحتاج لصفحات ! .
بالمختصر المفيد : المطلوب وبالسرعة القصوى العمل الجاد وعلى أكثر من صعيد لإيجاد إستراتيجية وطنية توحد الجهود للخروج بحلول مجدية ، فالنزيف ، بل الوجع وصل إلى مرحلة خطرة لم تعد تنفع معها إبر التخدير .. !!