“لا مساس بالحقوق والمكتسبات بل تعزيزها في مختلف المجالات”
“أدعو المعارضة لقراءة متأنية للدستور وأعتقد أنها ستغير موقفها”
“المطلوب من الإعلام السوري دوراً توعوياً وليس تعبوياً”
” المشاركة في الاستفتاء واجب وطني وتعبير حقيقي عن المواطنة”
يتحضر السوريون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية بالإدلاء بأصواتهم على مشروع الدستور الجديد في السادس والعشرين من الشهر الجاري ، السوريون أما لحظة ، بل مسؤولية تاريخية لصياغة عقد اجتماعي جديد لسورية ، وبذلك تكون سورية قد قطعت شوطاً مهماً في عملية الإصلاح بما يلبي طموحات وآمال السوريين.
“nuss“ التقى المحامي عمران الزعبي عضو لجنة إعداد مشروع الدستور وحاوره حول أهميته في هذه المرحلة مع إضاءة على أهم المواد المعدلة والجديدة ، وأهمية المشاركة في الاستفتاء ودور الإعلام في توعية المواطنين إلى أهميته وضرورة المشاركة في الاستفتاء ..
<< يؤسس لبناء سورية المتجددة >>
بداية حوارنا كان بسؤال عن أهمية الدستور الجديد في هذه المرحلة التي تواجه فيها سورية شعباً ومؤسسات تحدي التطوير والتحديث في ظروف إقليمية ودولية صعبة تستهدف السيادة الوطنية ، فأكد الزعبي أن مشروع الدستور الجديد يشكل مفصلاً هاماً في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في سورية ، واصفاً إياه بالقاعدة الصلبة والمتينة التي ستؤسس لبناء سورية المتجددة ، سورية الغد المشرق الذي يتمناه كل مواطن سوري.
وأضاف : مشروع الدستور المطروح للاستفتاء يحمل في مضامينه الكثير من المواد التي تصون للمواطن السوري كرامته ، وتكفل تكافؤ الفرص والعيش بحرية وعدالة تحت سقف الوطن ، وأوضح أن الدستور الجديد فيه نمط جديد من الديمقراطية ، ونمط جديد من العدالة الاجتماعية ، وفهم جديد لعلاقة الدولة بالأفراد ولعلاقة الدولة بالمجتمع ، وبالتالي هذا كله يدفعنا للقول أن الدستور بحلته الجديدة هو المنطلق الطبيعي للإصلاح وقفزة نوعية ستنقل سورية إلى حقبة جديدة ستجعل منها أنموذجاً للإصلاح في العالم.
<< المواد المعدلة و الجديدة >>
ورداً على سؤال حول أهم المواد المعدلة والمواد الجديدة في الدستور أوضح الزعبي ان هناك /108/ مواد طرأ عليها تعديلات حقيقية ، بين تعديلات صياغية كإضافة فقرات أو تغيير حتى في معنى النص دون المساس بالهدف ، وبيّن أن /48/ مادة في الدستور القديم طرأ عليها تعديلات جوهرية ، فيما حصلت تعديلات صياغية على /43/ مادة ، وتم حذف لـ /13/ مادة بالكامل ، وإضافة /14/ مادة جديدة بالكامل.
وبالتالي – يضيف الزعبي – كل هذه المواد مهمة سواء المادة الثامنة التي نصت على أن يقوم النظام السياسي للدولة على مبدأ التعددية السياسية ، أو المادة التاسعة الجديدة التي يكفل فيها الدستور حماية التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته وتعدد روافده ، أو ماتغير في المادة الثالثة والثلاثون التي تؤكد على أن ” المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات ولا تمييز في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة ” أو المادة الثالثة عشرة التي تنص على زيادة الدخل الوطني وتطوير الإنتاج ورفع مستوى معيشة الفرد وتوفير فرص العمل ، أو المادة السادسة والستون الخاصة بصلاحيات المحكمة الدستورية العليا ، بالا ضافة إلى المادة الثامنة والثمانون الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية لمدة سبعة أعوام ميلادية ، على ألا يعاد انتخابه إلا لولاية واحدة تالية ، والمواد الأخرى المتصلة في سياق هذه المادة ( 84 – 85- 86 – 87 – 89 – 152 – 155 ) والمواد الخاصة بطريقة وآلية انتخاب أعضاء مجلس الشعب ، وهذه المواد بمجملها تشكل انعطافة تاريخية في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في سورية وتجعل من الدستور السوري الأكثر تقدماً وتطوراً بين كل الدساتير في المنطقة ولاسيما في الدول العربية.
<< التعليم والشباب >>
وسألت عضو لجنة إعداد مشروع الدستور عن موقع التربية والتعليم والشباب في الدستور الجديد، فأكد أن أهم ما في الدستور هو الحفاظ على المطالب ، وهذه كانت مسألة مهمة في نقاشات اللجنة وفي مقدمتها ما يتعلق بمجانية التعليم والزاميته ، بحيث يبقى تحت إشراف الدول وهذا واحد من المنجزات الأساسية ، وأيضاً ما يكفل التنوع الثقافي للمجتمع ، وتشجيع الدولة لإعداد جيل قوي بدنياً وأخلاقياً وفكرياً..
وبالمحصلة – يقول الزعبي – كل المواد التي كانت موجودة في الدستور السابق وتشكل مكسب لجيل الشباب كالمادة /20/ على سبيل المثال لا الحصر تم المحافظة عليها ، وحتى التي طرأ عليها تعديلاً في الصياغة بقي هدفها قائماً وجوهره رعاية النشء والشباب وتوفير الظروف المناسبة لهم لتنمية مهاراتهم ورعاية إبداعاتهم .
<< ما بتعلق بالمادة الثالثة >>
وحول اعتراض العديد من المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية والأطياف السياسية على المادة الثالثة التي تنص على أن يكون دين رئيس الجمهورية الإسلام قال المحامي الزعبي :
هذه المادة قديمة وليست جديدة في الدستور ، وتم إضافة فقرتين إليها ، واحدة تتعلق بالأحوال الشخصية للطوائف الدينية ، حيث صانها الدستور ورعاها ، والفقرة الثانية تتعلق باحترام الدولة لجميع الأديان وتكفل القيام بجميع شعائرها على أن لا يخل ذلك بالنظام العام .
وبرأيه أن تحفظ البعض على هذه المادة ربما له أسبابه الموضوعية ، ولكن بالمحصلة هناك أسباب واقعية لها علاقة بواقع المجتمع السوري وظروفه هي التي أملت إبقاء المادة وليس أي شيء آخر كنوع من الانحياز أو التمييز ، وإنما طبائع المجتمع السوري وتكوينه وظروفه ، والتحديات الخارجية والداخلية هي التي أبقت المادة على ما كانت عليه.
وتابع : حسم أمر هذه المادة ليس من اختصاص لجنة إعداد الدستور ، بل الأمر يعود للقيادة السياسية ، ونوه إلى أن الاستفتاء هو على مجمل الدستور وليس على بعض مواده ، وبالتالي يجب أن يكون السؤال الذي يطرحه كل مواطن عربي سوري قبل أن يقول موافق أو غير موافق :
هل يشكل أو يصلح هذا الدستور بمجمله أو أغلبه أساساً للبناء ؟
إن كل ذلك مقترن بنتائج الاستفتاء .
<< مصلحة الوطن فوق كل اعتبار >>
- · قبل موعد الاستفتاء ماذا تقول للمواطن السوري ؟
أنا أدعوهم لأن تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، أي علينا أن نقدم الوطن على الانتماء الحزبي والسياسي وندعم عملية الإصلاح الذي يشكل الدستور أحد بل أهم ركائزها.
الدستور بمجمله إيجابي والقاعدة الفقهية تقول ” ما لا يدرك كله لا يدرك جلّه ” .
وأقول لكل مواطن عربي سوري أن المشاركة في الاستفتاء وإبداء الرأي واجب وطني وتعبيراً صادقاً عن المواطنة الحقّة ، ولي ثقة في المواطن السوري أن يكون على قدر هذه المسؤولية.
<< عليهم قراءة الدستور بتمعن >>
- · وماذا تقول للمعارضة في الداخل والخارج الذي دعا بعض أفرادها إلى مقاطعة الاستفتاء ؟
نعم هناك معارضة الآن تدعو لعدم المشاركة في الاستفتاء على الدستور ، وعلى الطرف الآخر هناك معارضة وطنية تدعو للمشاركة ، أقول لأصحاب الموقف الأول إن كان موقفكم سياسياً أنتم أحرار بموقفكم ، أما بالنسبة لبعض معارضة الداخل الذين رفضوا المشاركة في لجان الإصلاح المختلفة التي وضعت قوانين ومشروع الدستور أقول لهم : اتخذتم موقفاً يسمى بالسياسة موقف عدمي أي لا معنى ولا تفسير له ولا حتى مبرر ، وبالتالي أنا أدعوهم إلى قراءة المشروع قراءة حيادية بعيداً عن أي توجه سياسي أو إيديولوجي مسبق وبطريقة وطنية منهجية ، أنا أعتقد لو فعلو ذلك لن يتخذوا ذات الموقف.
<< التوعية لا التعبئة >>
وبخصوص الدور المطلوب من الإعلام السوري فيما يخص الاستفتاء على الدستور ، أكد عمران الزعبي على أن يمارس الإعلام بمختلف وسائله الدور التوعوي / العلمي/ المتوازن بعيداً عن دور التعبئة ، فالمواطن من حقه أن يختار ما يراه مناسباً بكل حرية وهذا حق كفله له الدستور.
حاوره: غسان فطوم
مدير التحرير