هناك الكثير من القرارات الجيدة التي يتم اتخاذها تبقى فيها مشكلة أنها لا تخدم شريحة كبيرة، رغم إمكانية ذلك!.
الأمثلة على ذلك عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع دعم الخريجين الجامعيين الجدد الذي أطلقته مؤخراً وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، هو بلا شك مشروع جيد، ولكن مشكلته أنه حدد الشريحة التي يمكن أن تستفيد منه وهي “الخريجون الجدد” وتحديدا في العام الدراسي 2016 – 2017 وهذا يظلم شريحة كبيرة من الخريجين في السنوات السابقة بدون مبررات مقبولة!
هذا التحديد استفز الخريجين القدامى في الجامعة الذي سألوا: لماذا لا يتم توسيع مروحة المشروع بحيث يستفاد منها الخريجين في أعوام سابقة؟!.
وهل مكان العمل جاهزاً للتدريب واكتساب المهارات والخبرات سواء في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أو جهات أخرى؟.
أيضاً هناك أمر آخر هام وهو ما يتعلق ببيانات الخريجين الأكثر تفوقاً التي ستعمل وزارة التعليم العالي على توفيرها، هنا على الوزارة ألّا تغفل المجهود الفردي للخريج بمعنى آخر إبداعاته وابتكاراته التي تحقق له أفضلية على غيره، وهذه الجزئية مهمة جداً حتى لا نقع في مطب المفاضلة الجامعية التي تعتمد على العلامة، ففي ظل الفساد الامتحاني، بالجامعات، بات الحصول على المعدلات الكبيرة سهلاً!.
بالمختصر، المشروع خطوة جيدة، ولكن بشرط التركيز على التميز والجدية والالتزام والعدالة من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التي يجب أن تكون أولوية في المرحلة المقبلة وفي كل المجالات، لعل وعسى نتخلص من سرطان الواسطة التي تحطم أحلام الشباب.
Nuss.sy
