انطلقت اليوم على مدرج ايبلا بكلية الآداب في جامعة حلب فعاليات الاحتفالية بيوم اللغة العربية بمشاركة عدد من الأدباء والباحثين والمهتمين باللغة وتستمر يومين .
وأوضح الدكتور نضال شحادة رئيس جامعة حلب أهمية الاحتفال باللغة العربية والذي يأتي في اطار الاحتفال السنوي باليوم الدولي للغة الأم الذي يصادف 21 شباط من كل عام بهدف التوعية بدورها في حياة المجتمعات وتطور التعليم لاسيما بعد تعرض نصف لغات العالم للانقراض والزوال بفعل العولمة وسياسات الهيمنة العالمية في الاعلام والتعليم والفنون.
وأشار شحادة إلى أن الاحتفالية تضمنت توثيق عدد من اللغات والثقافات الاصلية المهددة بالزوال كما في امريكا اللاتينية وافريقيا والاعتراف بالتنوع اللغوي في المجتمعات التي تتعدد فيها اللغات المستعملة والعودة إلى اللغة القومية ونبذ اللغات التي فرضها الاستعمار.
وقال رئيس الجامعة إن يوم اللغة العربية الذي يحتفل به في الأول من آذار من كل عام يرجع إلى العام 1937 عندما اعتمدت هيئة الامم المتحدة هذه اللغة لغة رسمية سادسة في هذه المنظمة وتيمنا بهذه المناسبة واحياء لدورها بدأ العديد من الدول العربية الاحتفال بهذا اليوم .
وأضاف شحادة أن هذه المناسبة تمثل فرصة لايلاء لغتنا مزيدا من الاهتمام في التخاطب والتعليم والاعلام والبحث العلمي مشيرا إلى أن اللغة هي وعاء الثقافة وسجل القيم لأبناء الأمة الواحدة وأن كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة حلب قامت خلال مسيرتها الطويلة باستقطاب اصحاب المواهب والكفاءات وعقدت عشرات المؤتمرات والندوات والأمسيات التي شارك فيها كبار المثقفين والأدباء والمهتمين باللغة العربية .
ونوه شحادة بالجهود التي تبذلها الدولة في مسألة التعريب والحفاظ على اللغة العربية من خلال انشاء مجمع خاص بها إلى جانب العديد من النشاطات والفعاليات التي تسهم في نهضتها وتطورها .
ولفت إلى ضرورة ترشيد استعمال اللغات الاجنبية في الحياة والتعليم والحد من انتشار العاميات ومزاحمتها للعربية الفصحى.
من جهته تحدث الدكتور عيسى العاكوب عضو مجمع اللغة العربية في محاضرته عن مفهوم التعريب الفكري واللغوي واهميته في العلوم الأساسية والتطبيقية والخطوات العملية التي خطتها الدول العربية وخاصة سورية في هذا المجال مستعرضا المراحل التاريخية التي مرت بها اللغة العربية ودورها الهام في الحفاظ على الهوية العربية والقومية واهمية الحفاظ عليها من الانقراض والضياع كما استعرض عاكوب علاقة اللغة العربية باللغات الاخرى ودورها في نقل العلوم والثقافات من والى الشعوب العربية وأهم حملات التشويه والسيطرة التي واجهتها عبر العصور المنصرمة والجهود التي يبذلها مجمع اللغة العربية الذي تأسس في دمشق عام 1919 في الحفاظ على اللغة وحمايتها من خلال اقامة لجان متخصصة لتعريب المصطلحات والكلمات الاجنبية واقامة الندوات والمحاضرات والاهتمام بكل ما من شأنه تحقيق هذه الغاية .
وناقش المشاركون مختلف الجوانب والقضايا المتعلقة باللغة العربية ودورها الحضاري الهام في الحفاظ على التراث العربي الثقافي والتاريخي والاجتماعي والهوية العربية.