مؤسف جداً أن تكون هناك عشرات الأبحاث العلمية المتميزة موضوعة على رفوف المكتبات رغم جودتها وإمكانية تطبيقها وتحقيقها للتنمية بمستويات عالية.
هذه اللامبالاة من قبل الإدارات الجامعية ووزارة التعليم العالي بأهمية ودعم البحث العلمي وتشجيعه أصابت الأساتذة الباحثين بحالة من النفور، بل والكسل كلما طلب منهم إنجاز بحثاً علمياً، كانت مكافأته قبل ثماني سنوات لا تتجاوز الـ 5000 آلاف ليرة، وهي اليوم بحدود الـ 200 ألف ليرة، وكلا الرقمين لا يساوي مقدار ذرة من جهد وتعب الباحث، وخاصةً في ظل هذه الظروف الصعبة التي غيرت من أولويات اهتمامات أستاذ الجامعة وحولته من باحثِ عن العلم إلى باحثٍ عن المال لتأمين متطلبات عيشه!.
إن ما يصرف على البحث العلمي رقمٌ مخجلٌ ، مما انعكس سلباً على واقع الأستاذ الجامعي، والدراسات العليا في درجتي الماجستير والدكتوراه، وهذا ما أوضحه أساتذة الجامعة مبرزين عدة عوائق تمنعهم من تطوير أنفسهم وتحفزهم على إنجاز البحث العلمي أو تأليف كتابٍ أو مقرر مما جعل بعض الكليات مهددة بالإيقاف لعدم وجود أساتذة فيها بعد خروجهم على التقاعد بسن الـ 60 عاماً كون أغلبهم مدرسين وليسوا أساتذة!.
ولكن هل هذا يبرر حالة الكسل التي أصابت أساتذة الجامعة وخاصة لجهة إنجاز البحوث الخاصة في ترقيتهم العلمية من مدرسٍ إلى أستاذٍ مساعد، ثم أستاذ؟!
سؤال نأمل أن نجد إجابة قريبة عنه!