الأخبار

في المعهد التقاني للطباعة والنشر هموم وشجون ” وما حدا لحدا .. !! “

في حارة شعبية وضمن الأبنية السكنية بمساحة لا تتجاوز مساحة منزل شعبي يقع معهد الطباعة والنشر في دمشق ، فمنذ تأسيسه عام 1987 لايزال متمسكاً بهذه المساحة المكانية الصغيرة ويأبى حتى الآن أن يتركها ، طلابه من حملة الشهادة الثانوية العلمية حصرا، يفتقر  للكثير من المستلزمات التي تعتبر أساسيه وتجعل من أي معهد مؤهل لاستقبال الطلاب وتدريسهم ويبلغ عدد طلابه في العام الحالي 75طالب من السنة  الأولى و125طالب في السنة الثانية.

يقول المهندس محمد حيبا معاون مدير المعهد :

هذا البناء المتواضع و الصغير والمستأجر يقبل جميع الطلاب المتقدمين وفقا للمفاضلة العامة والطلاب في هذه الحالة ليسوا بالسوية العلمية المطلوبة وعلى مدار ثلاث سنوات طلبنا خريجين ثانوية صناعية اختصاص (كهرباء – مكانيك) ولكن بمتابعة نتائجهم وجدنا أن جميع الطلاب استنفذوا فرص الرسوب وأصبحت نسبة النجاح ضئيلة وبعد هذه التجربة اقتصر القبول على حملة الشهادة الثانوية الفرع العلمي , ويتخرج من المعهد بحدود 50 طالب و طالبة في السنة نتيجة ثلاث دورات امتحانية , ويبلغ عدد المدرسين 11 مدرس للمواد النظرية و 20 مدرس للمواد العملية ,وأساتذة المواد العلمية يدربون الطلاب في مكان عملهم على الآلات وهذا اجتهاد شخصي وهم مشكورون, أما الموظفون الإداريون في المعهد فهم تابعون لوزارة الإعلام و وزارة التعليم العالي.

صعوبات دائمة !!

وعند سؤالنا عن الصعوبات التي تواجه المعهد أجاب حيبا :

لا يخفى على أحد منا نظرة المجتمع المتدنية للمعاهد المتوسطة بشكل عام وهذا ينعكس على الطالب وينظر إلى نفسه نظرة دونية- ومعهد الطباعة يفتقر للمدرسين المتخصصين فمثلا المدرس غير الموظف في المعهد غير متفرغ بالشكل المناسب و الكافي للتدريس ,هذا ويعاني المدرس من الأجر القليل فأجره يكون وفقا للساعات التي يدرسها وهو مقيد حسب قانون العاملين الأساسي بنسبة(7%) من الأجر أي بمعدل 150 ليرة سورية للساعة وتابع …أصدرت وزارة التعليم العالي قرارا لتدعم المدرسين عن طريق رسوم تسجيل الطلاب ووضعت قوانين و قواعد لتنظيم  طريقة توزيع الرسوم فانقسمت بين الخزينة العامة للدولة و المجلس الأعلى للمعاهد المتوسطة واتحاد الطلبة و المدرسين في المعهد و الإداريين وجزء مخصص للمخابر في المعهد وهذه القرارات كانت مشجعة .

ونتمنى من اتحاد الطلبة التعاون أكثر مع الإدارة و الطلاب بالنسبة للمشاكل مع الطلاب .

منهاج الدراسة غائب

وتابع  حيبا قائلا:  بالنسبة للمنهاج الكتب غير متوفرة والسبب هو في شروط تأليف الكتب بحيث يكون بمشاركة عضو هيئة تدريس في الجامعة ونحن معهد وليس جامعة , والمقررات يمليها الأستاذ على الطلاب فتكون من المراجع المتوفرة .

تجهيزات متواضعة

وعن تجهيزات المعهد حديثا قال حيبا :

المكان صغير و لايتسع للآلات المفروض توافرها لتدريب الطلاب هذا من جانب ومن جانب آخر هذه الآلات غالية الثمن لذلك كان البديل هو تصوير فيديو نظهره على جهاز الإسقاط ويشرح المدرس من خلاله للطلاب , وحاليا اشترينا آلة مستعملة وبعض الأدوات الأساسية و المهمة للمعهد وفي 2006 تأسس المركز الإنتاجي وفيه يستطيع الطالب التدريب والعمل على الأدوات الموجودة فيه وهذا المعهد يعود بمردود مادي وهناك حوافز للطلاب من عمل المركز فمنذ عدة أيام وزع مردود للطلاب يتراوح بين (8-11) ألف ليرة وطبعا هذا يوزع على الطلاب وفقا لجدول تقييم الطالب , ويحصل عليه الطالب ثلاث مرات في السنة (الفصل الأول و الفصل الثاني و المعسكر الصيفي ).

ونذكر هنا أن المركز تأسس بناء على جهود المعهد ولم تكن هناك أي موارد من وزارة المالية

ماذا عن المركز الإنتاجي ؟

أمينة المعهد مها علي قالت : تأسس هذا المركز بمرسوم جمهوري أصدر عام 2001 (بتحويل المعاهد إلى  مراكز إنتاجية ) و الغاية من المعهد هي تدريب الطلاب , وفي عام 2008 أصبح هناك أنظمة خاصة بالمركز الإنتاجي (نظام مالي – و نظام حوافز) للطلاب و العاملين في المعهد و بالتالي حقق هدفين تدريبي أساسي و حوافز توفر الأرباح .

وتابعت .. هذا المركز في المعهد عضو في اللجنة الدائمة للطباعة ويقوم بانجاز كافة مطبوعات الجهات العامة على اختلاف أصنافها (كتب – بروشورات….)ويحقق المركز من خلالها أرباح خاصة يتم إعادة توزيعها لتطوير و تحديث المركز بنسبة (50%)تقريبا , هذا وقد لبى المعهد الغاية التي وضع من أجلها , و طرح في اجتماعات مجلس المعهد تعديل نظام الحوافز لتحقيق مبالغ أفضل , وتم مؤخرا الحصول على برنامج لتنظيم وأرشفة أعمال الديوان في المعهد .

ماذا بعد التخرج ؟

 محمد الواوي –طالب سنة ثانية  ورئيس الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة:

المعهد جيد ولكن وقوعه في منطقة سكنية يجعله خافيا وغير معروف للكثيرين وما يزيد الطين بلة أنه ليس للمعهد موقعاً الكترونياً ليتواصل معه الطلاب وكذلك لا يوجد كتب خاصة فالطلبة يعتمدون على ما يمليه الأستاذ عليهم في المحاضرة,  ويضيف : ” قاعات الدراسة صغيرة لا تتناسب مع عدد الطلاب و الحواسيب لا تكفي فنحن نجلس  4 طلاب على حاسب وهذا فيه ظلم لطالب على حساب أخر ” وأن افتتاح المركز الإنتاجي أعطى تفاؤل للطالب و فسح المجال للتدريب الفعلي لكن المسابقات الخاصة بالمعهد غائبة وفرص العمل منكمشة.

وتقول رشا مصعب سنة ثانية : أن المعهد مهم , و صحيح أن هناك بعض المواد تعتمد على الجانب النظري البحت إلا أن المواد الأخرى مهمة وعملية ونلقى التدريب العملي ضمن الإمكانات المتواضعة  سواء الموجودة  داخل المعهد أو خارجه وتسأل : لماذا لا يحظى الطالب في هذا المعهد بفرصة عمل  بعد التخرج ؟ ولماذا لا يتابع الطالب بعد إنهاء دراسته في المعهد الدراسة في كلية الإعلام مثلا أسوة بالمعاهد الأخرى ؟

وأبدت ميساء إبراهيم سنة ثانية عدة ملاحظات على المنهاج ” لايوجد مقررات خاصة بالمعهد وهناك مادة تقنيات عمليات الطباعة فهي مجرد إلقاء نظري للمعلومات و تفتقر للتطبيق العملي  ونطالب بتكثيف بعض المواد مثل الكمبيوتر ، والتنضيد ، واللغة “.

وبرأي (فادي حمشو و قصي نجار) أن بعض المواد مهمة ومفيدة ، لكن هناك تقصير في أسلوب الأستاذ وعلى حد قولهم التدريب العملي في المركز الإنتاجي ضعيف “نقضي وقت التدريب بتجميع فواتير وثائق نقل ولا نحاول الدخول إلى موقع وزارة التعليم العالي لأننا نعرف سلفا أننا لن نجد للمعهد موقع ” ويتابعان … النجاح في المواد يتعلق بالسلوك و ليس بالدراسة ونحن لا نشكك أبدا بنزاهة قسم الامتحانات بل هذا تقصير من قبل بعض الأساتذة .

وأسئلة المقابلات العملية تحولت إلى أسئلة بيانات شخصية ما أسمك – كم عمرك – وأسئلة شخصية أخرى عن العائلة هذا ما قالته الطالبة (دعاء مزرزع )سنة ثانية -وتتابع حتى إن الدفتر الخاص بالمادة لا يراه الأستاذ و نطلب أن يكون هنالك لجنة بدل أستاذ واحد – و نلحظ حاليا في المعهد بفضل الإدارة الجديدة الكثير من التحسينات فقد أصبح لدينا لوحة إعلانات وهي من المفترض أن تكون منذ تأسيس المعهد و يتم الآن ترميم المبنى شيئا فشيئا.

” يا عيني على هيك معهد “

لا تختلف مشاكل ومطالب  طلاب السنة الأولى عن طلاب السنة الثانية فالحال واحد.

تقول(روعة البابا )طالبة سنة أولى- المبنى قديم وغير مؤهل للتعليم وهو ضمن منطقة سكنية ولا يوجد حرم للمعهد نقضي وقت  الاستراحة فيه  , ويفتقر المعهد للكتب و المراجع التي تدعم ما نأخذه من مواد وحتى الكتب الخاصة  بالسنة الأولى غير متوفرة ونقضي ساعة أو أكثر في الكتابة وأحيانا لا نفهم ماذا يريد الأستاذ .

وشكت (دعاء دادو) سنة أولى من عدم وجود منهاج معتمد لطلاب السنة الأولى و لا حتى للسنة الثانية وأوضحت أن بعض المواد لا تصحح !! ورغم تقديم الاعتراضات على ذلك ولكن بدون نتيجة !! ” في بعض الحصص الدرسية  أحيانا نقضي ثلاث ساعات في مناقشة مواضيع لا تتعلق بالمادة وهذا ما حصل في مادة الكمبيوتر فضلا عن أن الامتحان لمادة الكمبيوتريكون نظريا وهذا غير مفيد وغير منطقي “.

ومن جهتهما الطالبتان  حلا الملا وشذا الدويري تقولان : مادة تاريخ الطباعة مفيدة ولكن تعطى بطريقة خطأ ومادة الكهرباء غير مهمة وهناك مواد أخرى جيدة ويجب أن تضاف للمواد التي ندرسها مثل (الرياضيات و حسابات الطباعة … )وفي مادة التنضيد يطلب الأستاذ حلقة بحث ويقول أنه لا يوجد سوى مرجع واحد فهل يعقل أن يستخدم جميع طلاب السنة الثانية مرجع واحد. ؟

أساتذة يتكلمون ويتألمون

وهنا كان لابد لنا من وقفة مع رأي أساتذة المعهد.

حيث قال الأستاذ (عصام الشمالي)- مدرس مادة (نشر و توزيع): هذه المادة لا تقل أهمية عن باقي المواد التي يدرسها الطلاب حيث يدخل فيها قانون المطبوعات و الأحزاب و حرية النشر و التوزيع ,وعن مصدر المعلومات التي يقدمها للطلاب في المحاضرات قال : أعتمد على المراجع المتوفرة أو أجمع المعلومات  من الانترنيت, وضمن الحصة الدرسية أناقش مع الطلاب أمور إعلامية و صحفية و مواضيع العملية الإعلامية وأربطها بموضوع المجتمع ,ونعمل الآن أنا وباقي الأساتذة وبالتعاون مع الإدارة في المعهد بتحضير نوط لاعتمادها للطلاب كمقررات .

ومن جهته الأستاذ( باسم هنيدي) مدرس (اللغة الإنكليزية ) قال : يعتبر المعهد التقني للطباعة مؤسسة تقنية لتخريج الطلاب مباشرة للعمل ,واللغة الإنكليزية مادة أساسية ومهمة في أي مجال ونحاول قدر الإمكان أن نراعي تدني مستوى الطلاب في اللغة حتى يعبر الطالب إلى جسر النجاح وكذلك نحاول تجاوز الصعوبات التي تعترض الطلاب و مساعدتهم فنحن ندرس Just Right – intermediate)) وهو مستوى عالي ومطلوب في أي مجال للعمل .

ويرى  الأستاذ (محمد عيد)- مدرس مادة  (التنضيد و التصميم) أن المعهد هو الوحيد في سورية الذي يدرس الطباعة وتقنياتها, ومادة التنضيد مزيج من الإعلام والإعلان و المعلوماتية والفن وتعرف الطالب على كل ماله علاقة بالمعلومات و تطويرها وأوضح أن إعطاء هذه المادة يتم باستخدام جهاز الإسقاط ويكون باللغتين العربية والإنكليزية والمادة تشغل الحيز الأكبر من عد د الساعات بالنسبة لباقي المواد, وكانت تعطى بمعدل محاضرتين في الأسبوع وأصبحت ثلاث محاضرات في الأسبوع بعد مطالبة من قبل الطلاب في المؤتمر الطلابي, وما نعطيه للطلاب يتوافق مع احتياجات السوق ونحن لا نحتاج لمنهاج ثابت بل منهاج يتناسب مع متطلبات العمل ويستطيع السوق أن يستوعب عدد الطلاب المتخرجين.

مقترحات تنتظر التنفيذ

وحول أهم المقترحات التي يتم دراستها حاليا لتطوير المعهد وتحسينه ، قال مدير المعهد :

لا ننكر أبدا وجود صعوبات وعثرات نعمل على تجاوزها , وقد بدأنا بترميم المبنى وإصلاح الأثاث (المقاعد- الأبواب)و مسالة  النظافة هي الأهم ولكنها متعلقة بانتهاء أعمال الترميم وهي المرحلة الثانية بعد الترميم ,و إيجاد مبنى ملائم هو قيد الدراسة  فقد قدمنا كتاب إلى وزارة التعليم العالي بشأن أيجاد مكان أخر للمعهد.

 أما بالنسبة للمنهاج فنعمل حاليا على الاستفادة  من أصحاب الاختصاص للاستفادة من خبراتهم لتطوير المقررات بحيث يصبح لكل مادة نوطة  منسقة و منضدة بشكل  جيد وتقديمها للطلاب مجانا, وطبعا هذا المقرر سيلتزم بالمعايير العلمية و يمكن أن نرفد الطلاب في دورات في معهد الإعداد الإعلامي و الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ونحاول جذب كل من لديه خبرة للعمل في المعهد, و الموقع الإلكتروني للمعهد قيد الإنشاء و سيصدر خلال فترة قصيرة ,

هذا ونلزم المركز الإنتاجي أن يكون 50% من الموظفين في المركز من الخريجين من المعهد . وهذا يوفر فرص عمل للخريجين

وتابع … لقد أجرينا استبيان عن المعهد للطلاب وقد طالب الطلاب بوجود صندوق للشكاوى وهذا سيتحقق قريبا خلال الفترة القادمة وكان من ضمن المطالب تطوير أجهزة الكمبيوتر وهذا ما نعمل عليه ولكن نحن محكومون بالميزانية المخصصة للمعهد .

وبقي لدينا مشكلة النصاب الكامل مع المدرسين وهذه نتركها للمعنيين في الأمر .

وأخيرا (ورغم الصعوبات التي ترهق هذا البناء  فهذا المعهد مازال قائماً وموجوداً ويحاول تجاوز الصعوبات بتعاون إدارته و أساتذته و طلابه وكلهم أمل بتطويره ).

سراب علي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*