الأخبار

الدور المنتظر …

ينتظر الشباب السوري في المرحلة القادمة دوراً لا يقل أهمية عن حراكهم ونشاطهم الذي تجلى بمبادرات ونشاطات متنوعة خلال الأزمة التي تتعرض لها البلاد منذ عام، فالشرخ الاجتماعي الذي عملت فضائيات الفتنة على تعميقه لضرب النسيج الوطني السوري المتعايش في أبهى حلة منذ عقود طويلة عبر تحريض طائفي غير مسبوق سبّب جرحاً في النفوس وألماً إلى درجة الحقد الطائفي، فالمطلوب اليوم من الشباب بكل فئاته وأطيافه سواء بجهوده الشخصية أو عبر منظماته الحكومية والأهلية وغيرها من منظمات المجتمع الأخرى أن يمارس دوراً توعوياً لشرح حقيقة ما جرى ضخه من أكاذيب وأضاليل، وخطورة وعواقب الشحن الطائفي الذي يمزق الوطن ويأخذه إلى ما لا تحمد عقباه .
دور كل واحد منا مهم جداً ولا يستهان به، والمنظمات الطلابية والشبابية وغيرها يعول عليها الكثير في هذا الجانب، حتى المدارس مطالبة بأن تكون في قمة أدائها في الجانبين التعليمي والتربوي ويبدو الأخير هو الأهم في هذه المرحلة، ولنكن صريحين التلاميذ في بعض المدارس بدؤوا يهمسون ويسألون أسئلة لها طابع مذهبي -للأسف- لم تكن تخطر على بالهم يوماً !!.
بكل المقاييس هو مؤشر خطر لابد من أخذه بعين الاهتمام، فمصيبة أن يربى أجيالنا على هكذا ثقافة تفرق بين أبناء الشعب الواحد، صحيح نحن لم نصل – ولن نصل – إلى حد الهاوية كما كان يخطط صناع الفتنة، فالوعي الذي أظهره الشعب السوري أسقط كل رهاناتهم لكن على مبدأ “الوقاية خير من قنطار علاج” نجد أنفسنا جميعاً ملزمين بممارسة دور التوعية حفاظاً على مكونات المجتمع السوري الذي يعيش وحدة وطنية لا مثيل لها.
أكيد من السهل على خفافيش الليل أن يكتبوا ما يريدونه من عبارات على الجدران في ظلمات الليل وينعقون على فضائيات الفتنة، ومن السهل علينا أن نمحو آثارها صباحاً وكأنها لم تكن، لكن الخوف أن يبقى أثرها في النفوس مع استمرار التحريض الطائفي الذي يأخذ أشكالاً متعددة.
خلاصة ما سبق هناك ضرورة لنشر الوعي الديني الصحيح في المدارس والجامعات، وزيادة فعالية حملات التوعية التي تقوم بها المجموعات الشبابية من خلال الجمعيات والمنظمات، وعلى الجانب الرسمي، لابد من إعداد استراتيجية إعلامية تسهم بالتوعية الدينية على قاعدة ” الدين لله والوطن للجميع”.

غسان فطوم

ghassanaz@yahoo. com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*