منيت عاصمة الأمويين دمشق بتفجيرين إرهابيين صبيحة يوم سوري ربيعي 17 آذار ليخلفا ورائهما مسرحا دمويا أسودا من القتل والترهيب والإثم والعدوان والحقد والكراهية والتخريب وكل ما لايمت للإنسانية والضمير والأخلاق و الدين والوطن بأي صلة ..
منيت دمشق وابتليت ببلوى الإرهاب والقتل مرة أخرى وتضيق الكلمات عن الوصف والتعبير من فظاعة المشهد الذي أعاد للذاكرة صورة تفجيرين سابقين خلال الشهور الثلاث الأخيرة ليقدم للسوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية والاجتماعية مساعدات إنسانية عاجلة من أعداء سورية وأصحاب الديمقراطيات المزيفة والكروش والعبي العبرية بلغة الدم وقتل الأبرياء وترهيب الأمان وضرب الاستقرار السوري .
سبع وعشرون شهيدا ومائة وأربعون جريحا وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة في ثوان معدودة عيارها كبسة على زناد لأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة لتكون النتيجة على قدر ما يضمرونه لسورية وزعزعة وحدتها الوطنية التي جننتهم بالأمس فقط وكيف وهم يرون الملايين من السوريين يملأون الساحات بعد عام على الأزمة التي اشتدت ما اشتدت .. سوريون ينادون بالإصلاح ورفض التدخل الخارجي ويدعمون وحدة الصف الوطني جيشا وشعبا وقيادة ويهزمون المؤامرة ؟؟ وأفقدتهم صوابهم إن كان فيهم ذرة عقل وهم يرون تلك الأمواج الجماهيرية المتلاطمة من كل حدب وصوب ترفع راية الوطن وتردد نشيد الوطن وتواصل رسم البصمة الخالدة في سفر التاريخ وتضييق الخناق على مؤامرتهم المزعومة من كل الجبهات الاقتصادية والإعلامية والعسكرية وغيرها ؟؟ هزتهم تلك الطفلة التي خرجت مع أمها وذال الذي حمله والده على أكتافه وصورة الرجل المقعد والشيخ والمطران والشابة التي رسمت العلم على الجبين والطلبة الذين شكلوا لوحة العلم ..وكيف عبر السوريين بالأمل المنشود فترفعوا عن الجراح وقدموا الشهداء على مذبح الحرية والكرامة السورية في وجه التقسيم والتفتييت والتدخل العسكري والإستقواء بالخارج .
تفجيرا دمشق بالأمس أصابوا ما أصابوا من غصن الياسمين ودوحة الشام ورقرقة بردى ومن يقف ورائهما ليسوا سوى أقل من مارون بين الكلمات العابرة .. مارون وساقطون في مجالس المال وشيوخ الفتنة وقد داستهم أقدام السوريين ونظراتهم الشجاعة التي تابعت عيشها وعملها ودراستها ورنت للمستقبل بنبض الشعب وكتبت .. رح نبقى ..!
سليمان خليل سليمان