شكراً ولو أسعفتني لغتي بأكثر من كلمة “شكراً ” لما وفرتها، لكنها على بساطتها تحمل الكثير من المحبة .. والعرفان .. والامتنان .
محبةً : لقيادات الاتحاد الوطني المتعاقبة ، وخاصةً في السنوات التسع الأخيرة ، سنوات الجمر على سورية ، لما كانوا فيه خير فريقٍ مساندٍ معاضدٍ ، محبٍ ،متفانٍ وصلب .
العرفان :لآلاف الطلبة ، بل عشرات الآلاف منهم والذين هبوا للدفاع عن جامعاتهم ومكتسباتهم حينما حاول الظلاميون المجرمون هدمها وتهتيكها.
وأما الامتنان …كبير الامتنان فلقائد هذا الوطن الذي حملني شرف ثقته برئاستي لهذه المنظمة العريقة الهامة والأساسية في سورية على مدى أكثر من عشرين عاماً.
أختم مسيرتي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية اليوم كما بدأتها، بينكم ومعكم ،وأنا إذ أودعكم اليوم ،أعلم تماماً أن زملائي القيادات الحالية متمسكة كما كنا وأكثر بمكتسباتها وانجازاتها الطلابية ، محافظةً على الأنظمة والقوانين في الحرم الجامعي فيما لو فكر أو حلم أحد باختراق أو تعكير صفو الجامعات في سورية، أو العملية التعليمية الجامعية برمتها، فأنتم -ونحن جميعاً – سنكون لهم بالمرصاد … وإذا عادوا ستعودون .
وأما أهلي / رفاقي المغادرون للمكتب التنفيذي، يا من كنتم لي خير سندٍ ومعين ، فسنكمل مشوارنا كلٌ في موقعه، حاملين مبادئ الاتحاد في روحنا، ومستمرين في خدمة وطننا وفداء قائدنا .
وأما أنتم رفاقي وزملائي الباقين في الاتحاد فلا أوصيكم إلا بإثنتين :
أن تضعوا الوطن في قلبكم والقائد المفدى نصب أعينكم ، وأن تسرعوا ما استطعتم في تحصيلكم العلمي لتدخلوا سريعا ً في عملية إعادة الإعمار فسورية بانتظاركم جميعاً.
طوروا من أداء منظمتكم ، وعبروا أكثر من أي وقت مضى عن تطلعات ورؤى وآمال زملائكم الطلبة ،لا تتهاونوا في ممارسة حقكم في الرقابة الشعبية على المؤسسات التعليمية لتستحصلوا حقوق الطلبة في سورية كلها، ولتساهموا أنتم وهم بحق في بناء مستقبلٍ زاهر لنا .
أنا أودعكم اليوم وقلبي يعتصر فرحاً وألماً .
فرحاً بكم وبطاقتكم الجاهزة للانطلاق ، وألماً أن أغادر بيتاً عشتُ فيه أكثر من عشرين عاماً ، ورفاقاً عرفتهم أكثر مما عرفت أسرتي .
أنا أغادركم اليوم جسداً ووجوداً ،لكنكم معي عملاً وتطلعات وتحقيق أهداف ، أكملُ المسيرة من مكان آخر لكن قلبي وروحي ستبقى ترفرف هنا بينكم لأنها لا تعرف إلا الوفاء والصدق والدعم لكم ولآمالكم وتطلعاتكم وأهدافكم في الحياة .
أختم كما بدأت لو كانت هناك كلمة أكبر من شكراً لما وفرتها.
شكراً جزيلاً لكم جميعاً .