كتب غسان فطوم :
بشهادة الأساتذة والطلبة وغالبية العاملين بالحقل التعليمي أن وزارة التعليم العالي لم تستطع إدارة المنظومة التعليمية في الجامعات والمعاهد بالشكل المطلوب ، وكل ما قامت به هو ” تمشاية حال ” على حد وصفهم !!
ويدللون على ذلك بأمثلة كثيرة من وحي الواقع الطلابي والتعليمي الحالي ، كتعثرها الوزارة مثلاً إلى درجة الفشل في الوصول بالامتحانات إلى بر الآمان ، خصوصاً في المدن التي تشهد أوضاعا أمنية قلقة بفعل العصابات الإرهابية والإجرامية التي قتلت البشر ودمرت الحجر وقطعت الشجر !
نتذكر أن الطلبة عاشوا لحظات حرجة في جامعتي البعث وفرع ادلب لجامعة حلب ، إلى أن وصلت الوزارة إلى قرار نقل امتحاناتهم إلى جامعتي دمشق وحلب ، لكن معاناة الطلبة التي طفت على السطح على خلفية الأحداث الراهنة لم تقف عند هذا الحد ، بل طالت كل مفاصل حياتهم الجامعية ( لا مجال لذكرها بالتفاصيل في هذه العجالة ) ، لكن يكفي أن نسأل : ما هو مصير طلاب الجامعتين المذكورتين ، وكيف سيتم تسوية أوضاعهم ؟
سؤال يقلق ويشغل بال الطلبة ، ولا من جواب !!
أسوق هذا الكلام الذي أشرنا له مراراً لأشير إلى مشكلة خطيرة يتعرض لها طلابنا الموفدين للدراسة بالخارج ، فالبارحة هاتفني أحدهم من بريطانيا يشكو كغيره من زملائه من توقف صرف رواتبهم منذ أشهر عديدة ، ونقل لي أمراً خطيراً مفاده ، أن هناك من يحاول استغلال حاجة طلابنا للمال ويعرض عليهم مبالغ كبيرة بهدف ” الانشقاق ” والتظاهر ضد ” النظام ” الذي تخلى عنهم ولم يعد قادراً على تمويلهم على حد زعمهم !
لا شك هي حالة خطيرة وقد ينجذب إليها العديد من طلابنا تحت ضغط حاجتهم للمال ، فهم بحاجة لمصاريف دراسية ولديهم مسؤوليات أسرية قد لا تحتمل التأجيل !
والغريب أن وزارة التعليم العالي و شقيقتها المالية و أخوهما البنك المركزي لا يعيرون ما يحدث الاهتمام المطلوب ، والدليل فشلهم بالتوصل لطريقة مناسبة لإرسال الرواتب في ظل الحصار المفروض على البنوك السورية !
لكن إلى متى هذه اللامبالاة المستفزة ؟
هل عجزت ” العقول المالية ” عن إيجاد حل لإيصال الرواتب ؟
لا نعتقد أن الأمر مستحيل إذا ما توفرت النية الجادة للحل !!
سأشير هنا إلى مقترح في غاية الأهمية للاتحاد الوطني لطلبة سورية لو تم تنفيذه ربما لن تكن الأمور قد وصلت إلى ما هي عليه الآن ، فالاتحاد كان قد اقترح منذ عدة سنوات إحداث صندوق للطوارئ في بلدان الاغتراب ، خصوصاً التي يتواجد فيها طلابنا ، كي يقدم المعونة للطلبة المحتاجين في حال تأخر وصول رواتبهم أو تعرضهم لظروف طارئة تستلزم منهم مصاريف مالية زائدة ، للأسف قوبل هذا المقترح بالإهمال على مدى السنوات الماضية ، وهاهم طلبتنا الآن يقعون في المحظور ” وما في مين يشيلهم ” .
بالمختصر المفيد .. التعليم العالي لم تكن بالفورمة طيلة عام مضى ، ولا ندري إن كان الحال سيبقى كذالك !!
كان الله في عون طلبتنا …