عشقهم لسورية , محبتهم وغيرتهم وإحساسهم بالمسؤولية لوطن قدم لهم الكثير دفعتهم للحفاظ على مدينتهم دمشق نظيفة وجميلة كما أحبوها أن تكون دائما , إنهم شباب سوريون من مختلف الأطياف والفرق الشبابية وبإشراف من مجلس الشباب السوري قرروا أن يقوموا بحملة لتنظيف جدران مدينة دمشق من صور المرشحين التي وضعوها في أماكن غير مخصصة لها مسببين بذلك تشويها بصريا لجمالية المدينة .
احترمونا -ح – تمثلونا
رشيد ملاح من مجلس الشباب السوري وهو أحد المتطوعين أكد أن الحملة تحمل اسم ( احترمونا ح تمثلونا ) والغاية منها إيصال رسالة لمرشحي مجلس الشعب الذين خالفوا القوانين وقاموا بإلصاق صورهم في الأماكن غير المخصصة بأنهم بعمله هذا ساهموا في التشويه البصري لجمالية مدينة دمشق , وقال ملاح : هؤلاء المرشحون يريدون تمثيلنا في مجلس الشعب وهم قبل وصولهم إليه يعملون على خرق الأنظمة والقوانين , لذلك أردنا إزالة تلك الصور والملصقات المخالفة وإعادة الصورة الحضارية لمدينة دمشق ,مشيرا إلى أن هناك تعاونا من قبل مديرية النظافة في محافظة دمشق والتي عملت على تقديم سيارات لنقل ورش المياه .
تشويه المظهر الحضاري
المتطوعة هلا شنخور أشارت إلى أن المشاركة في تلك الفعالية تنبع من الحس الوطني والغيرة على جمالية مدينة دمشق والتي عمل المرشحون على تشويهها عبر إلصاق الصور على الجدران والمصارف والأشجار , وأضافت هلا : إن اغلب مرشحي مجلس الشعب رفعوا شعار نحو التغيير ونحو بلد متطور وهم أول من يقومون بتشويه الصورة الحضارية لهذا البلد الجميل ,مشيرة إلى العبء الكبير الذي ستتكلفه الدولة لإزالة هذه الصور التي وضعوها في أماكن مخالفة مع العلم أن المحافظة وضعت لهم ألواح خشبية في كل الأماكن وهم لم يلتزموا بها لذلك كيف سننتخب مثل هؤلاء المرشحين الذين عملوا على مخالفة الأنظمة والقوانين قبل وصولهم إلى المجلس متسائلة أنه ماذا يتوقع منهم بعد وصولهم إلى المجلس واعتلائهم الكراسي ؟!
أما المتطوعة ريم علي من فريق شباب دمشق التطوعي فأكدت انه تم إعطاء مهلة للمرشحين الذين وضعوا صورهم في الأماكن غير المخصصة للصق الإعلانات ليقوموا بإزالتها خلال مدة محددة ولكن هناك بعض المرشحين لم يلتزموا, لذلك عمدنا نحن على إزالة صورهم في نهاية المهلة لأنها ساهمت بتشويه بصري كبير لمدينة دمشق , مضيفة انه من واجب المرشحين أن يختاروا أساليب راقية لنشر برامجهم الانتخابية والإعلان عنها وليس تشويه الشوارع والحدائق وجدران الجامعات التي نتعب للحفاظ عليها
في حين عبر عمر الخيمي عن انزعاجه كما أي مواطن سوري من الطريقة التي روج بها المرشحون لأنفسهم وخاصة أولئك الذين أساءوا للشجر والحجر وحتى للبشر عبر إلصاق صورهم بشكل ساهم في تشويه المدينة , مشددا على حرص الشباب السوري دائما على إعادة الوجه والصورة الحقيقة لدمشق عاصمة الياسمين .
يدَعون الحفاظ على البيئة
وقالت مرزت عبود نائب المشرف العام لفريق شباب دمشق التطوعي أن الرسالة التي يريد إيصالها الشباب السوري لمرشحي مجلس الشعب من خلال هذه الفعالية أنه لطالما قام الناخبون بتقديم بيانات انتخابية وبرامج عمل ليصبحوا من خلالها تحت قبة البرلمان ولكنهم هم بعملهم هذا يخالفون الأنظمة قبل وصولهم إلى المجلس ويطالبون الشعب إعطائهم أصواته , لذلك كان من المفترض عليهم أن يطبقوا القوانين والأنظمة الخاصة بإلصاق صورهم وبرامج عملهم في الأماكن المخصصة حتى نستطيع أن نثق بهم ونعمل على انتخابهم , وتساءلت عبود : كيف لمرشح ينادي في برنامجه الانتخابي بإظهار الوجه الحضاري لمدينته ولكنه للأسف هو من يساهم بتشويهها ,مضيفة : لقد قاموا بوضع صورهم على الجدران والصرافات الآلية وعلى الأشجار التي امتلأت بصور بعضهم ممن يدعي الحفاظ على البيئة , بالإضافة إلى إلصاق الصور على جدران المدارس والجامعات لذلك فكيف يمكن لطالب جامعي أن يحترم الناخب عندما يجده واضعا صوره على جدران جامعته , مشيرة الى أنه كان من المفترض على بعض المرشحين أن يتبرعوا لوضع لوحات إعلانية ولصق صورهم عليها يستفيد منها الجميع حتى بعد انتهاء فترة الانتخابات .
وختمت عبود أنه عندما يريد المرشحون تمثيلنا عليهم احترامنا , ولكننا سنقوم نحن بإزالة صورهم المخالفة لنريهم الصورة الحقيقة لتلك الجدران قبل وبعد حملة التنظيف وكذلك لنريهم ماذا نقدم نحن كناخيبين وماذا يقومون به هم كمرشحين ( الناخب يساعد في بناء الوطن والمرشح يؤذي الصورة الجميلة للوطن ) .
يدا واحدة لبناء الوطن
ايلي عجميان من مديرية النظافة في محافظة دمشق أكد انه جاء لمساعدة الشباب في هذه الحملة حتى يكونوا يدا واحدة تساهم في بناء الوطن ,مشيرا إلى انه تم تزويد الشباب بالماء والمشاحف وكل ما يلزمهم لتنفيذ الحملة .
كما وعبرت كريستين الخولي التي تشارك للمرة الأولى في حملات تطوعية عن سعادتها بالمشاركة في تلك الحملة التي تهدف إلى إعادة الوجه الحضاري والجميل لمدينة دمشق , مؤكدة أن العمل التطوعي يخدم الوطن والإنسان وكل ما هو جميل في سورية .
إذاً يوما بعد يوم يثبت الشباب السوري عزيمتهم واندفاعهم من خلال سلسلة الحملات والنشاطات التطوعية التي يقومون بها , وأنهم محور كل تحرك في المجتمع وعماده وعليهم تقع مسؤولية حماية الوطن و المواطنين .
ميس خليل