تختلف الطريقة التي يقضي بها الشباب أوقات فراغهم من شخص إلى آخر باختلاف الميول وطبائع الأفراد .
فالشاب والفتاة يرغبان في الترفيه عن نفسيهما في أوقات فراغهما باعتبارها متنفساً لهما بعد يوم شاق من العمل أو الدراسة .
وهي أيضاً بمثابة متنفس لهما من الضغوطات التي يعيشونها وتفرضها عليهما الحياة اليومية بتفاصيلها المتعبة والشاقة .
استطلعنا آراء البعض بخصوص طرائقهم في ملء أوقات فراغهم :
فسحة من الحرية :
- ·نوال علي .. ما يشغل تفكيرها في أوقات الفراغ أنها تمتلك مهارات يدوية كالتطريز والحياكة , وتكون سعيدة عندما تقضي وقتها في صنع ملابس للأطفال و إكسسوارات منزلية بسيطة .
كما أنها لا تبدي تذمراً من طول الفترة التي تقضيها في ممارسة هذه الهواية بما أنها حسب رأيها مقتنعة اقتناعاً تاماً بالطريقة التي تقضي بها أوقات فراغها .
وتؤكد ” نوال ” أن أوقات الفراغ يجب أن تكون مصدر راحة نفسية لأن الشخص يبحث عن الهدوء ويبتعد عن كل ما من شأنه أن يعكر صفوه .
- ·ويرفض رواد قطرب .. 23 سنة .. فكرة بقائه في المنزل خارج أوقات الدراسة , بل يفضل الترويح عن نفسه من خلال ذهابه إلى دور السينما لمتابعة الأفلام السينمائية , لذلك فهو يسعى إلى الاستمتاع بمشاهدة آخر الأفلام المعروضة سواءً العربية أو الأجنبية.
أهمية الوقت :
يرفض البعض من الشباب فكرة وجود أوقات فراغ لأن الوقت حسب رأيهم مهم أهمية الحياة , فلا يجب إهداره بل توظيفه توظيفاً جيداً.
- ·وتقترح لجين عمران .. 22 سنة .. أن يستغل الشباب هذه الأوقات في المطالعة ومواكبة آخر الإصدارات الأدبية والعلمية لما لذلك من فائدة لهم مستقبلاً , لأن الشباب سيكون مسؤولاً عن أسرة وعن أطفال ولذلك عليه أن يكون واعياً ومواكباً للحركة الفكرية ليسهم في إنشاء جيل متطور.
- · وتوافق رزان الراعي .. 23 سنة .. الرأي السابق بقولها : في الحقيقة لا وجود اطلاقاً لأوقات فراغ, لأن هذا الفراغ نملؤه نحن حسب متطلباتنا ورغباتنا إذ أن جميع ما لدينا يأخذ من وقتنا حتى إن كنا لا نستفيد منه , ولكن علينا تنظيم حياتنا تنظيماً محكماً , فالدراسة لها وقتها وللعمل وقته وحتى اللهو له مدة زمنية خاصة به .
وتنصح ” رزان ” الشباب خصوصاً , بمحاولة استكشاف مواهبهم الدفينة والتعبير عنها بحرية ولم
لا تطويرها إلى الأحسن بما يخدم مصلحتهم.
أهمية وسائط الاتصال والتواصل :
- ·ينحو البعض منحى آخر في ملء أوقات فراغهم مثل مشاهدة التلفاز .
حيث تشير أوديسا شدود .. 16 سنة .. إلى أهمية التلفاز في استحواذه على عقول الشباب , مؤكدة
بذلك دور الإعلام في استقطاب العقول وتأثيرها على مظاهر الحياة . فهي انطلاقاً من تجربتها
الشخصية تفضل الجلوس ساعات في مشاهدة التلفاز وما يعرضه ويذيعه من برامج ترفيهية
” أفلام , مسلسلات , منوعات … ” على الخروج أو الذهاب إلى زيارة الأهل أو الأصدقاء .
وتشبه نفسها بـ ” مدمنة ” على البرامج التلفزيونية وهو ما يؤكد تأثير التلفاز بصفة عامة في
عصر استحوذت فيه وسائل الإعلام والاتصال على مكانة هامة في المجتمعات العربية والغربية على
حد سواء .
- ·غير بعيد عن وسائل الاتصال , ” يدمن ” الكثيرون على الدردشة الالكترونية التي أصبحت عادة الكثير من الشباب الذين يهوون هذه الممارسة بما أنها سمة من سمات العولمة فرضتها التطورات التكنولوجية .
عزالدين عباس .. 23 سنة .. من بين هؤلاء الشباب الذين يؤكدون ولعهم بـ ” الدردشة الالكترونية ” فهو لا يشعر بطول الوقت الذي يقضيه وهو يراسل الفتيات والشبان من مختلف بلدان العالم , مبيناً أنها طريقة جديدة في التواصل , من مميزاتها التعرف إلى العديد من الأصدقاء في وقت قصير.
المقهى .. الأفضل !
يفضل الكثير من الشباب قضاء أوقات فراغهم في ارتياد المقاهي ولقاء أصدقائهم لتبادل الطرائف والأحاديث ويعتبرونها أفضل مكان يمكن أن يقضي فيه الشباب ساعات فراغهم .
- · عيسى إسماعيل .. 22 سنة .. من المولعين بارتياد المقاهي ويؤكد ” حبه ” للمقهى فهو المكان المفضل والمحبب إلى قلبه , كيف لا وهو ملقى الأصدقاء ومكان يتسع ” لثرثرتهم ” ونقاشاتهم المختلفة .
- · وكذلك فالمقهى بالنسبة إلى نادر العجي .. 24 سنة .. فضاء للحوار وتبادل وجهات النظر , كما أنه مكان يجمع بين الأصدقاء , وينسى فيه الشخص همومه ومشاكله , إذ أنه يُلقي بها خلفه ليستقبل أوقات مرحة يسرح فيها خياله بعيداً عن مشاغل الدراسة والعمل .
إذاً فأوقات الفراغ بالنسبة للشباب هي فسحة من الحريات , تحلق بهم نحو فضاء رحب بعيداً عن الضغوط النفسية , في العمل أو في الدراسة , وعن الإجهاد والاكتئاب , كما أنها نمط جديد من التغيير والابتعاد عن الروتين والرتابة .
ادونيس عصام شدود