تزداد أعداد الخريجين الشباب عاماً بعد عام ، في الوقت الذي تنكمش فيه فرص العمل إل نسب قليلة جداً أمام غياب السياسات الاقتصادية والخطط الإستراتيجية لتشغيل الشباب !
فماذا يفعل الشباب بعد إنهاء حياتهم الدراسية والبدء في مرحلة جديدة ما بعد التخرج والدخول في معمعة الحياة العملية ؟
بنظرة سريعة وعامة على خريجي الجامعات نجد أنهم ينقسمون إلى فئات متفاوتة في الطموح والتوجهات ، فالبعض يظل يبحث ويبحث عن الوظيفة المثالية التي طالما حلم بها طوال فترة الدراسة بالكلية والتي تحقق له الأجر المجزي والمكانة الاجتماعية وبإصرار على عدم التنازل عن هذا المستوى.
والبعض الآخر يرفض فكرة انتظار الوظيفة ومن هنا نجد ذلك النوع الإيجابي من الشباب يظهر طاقاته في العديد من الميادين إما من خلال التدريب ورفع مستوى مهاراته ,أو العمل ولو بشكل مؤقت في وظيفة مناسبة إلى أن تتاح له الفرصة التي يطمح إليها.
آراء ووجهات نظر ..
رشا الرفاعي طالبة أدب انكليزي تقول : تنمية اللغات واكتساب المهارات خطوة على طريق النجاح العملي حيث أن الشباب الراغب في العمل عليه تنمية مهاراته العملية وتقوية لغاته الأجنبية وهذا و السبيل إلى الحصول على فرصة عمل مناسبة تضمن له دخلا مجزيا يساعده على تكاليف الحياة.
راوية القدسي خريجة هندسة مدنية : تعتبر أن الكمبيوتر لغة العصر ومن المهارات التي يقبل الخريجون على تعلمها إلى جانب اللغة الإنجليزية أو الفرنسية , وذلك كونها أصبحت ضرورة من الضرورات التي يحتاجها الخريج للحصول على عمل أو وظيفة ..
باسل عباس خريج تجارة واقتصاد يقول : أنا من الشباب الذين فضلوا خوض تجربة العمل الحر, إذ علينا تحدي الثقافة الوظيفية السائدة في المجتمع العربي والتي لا تزال تقوم على تفضيل العمل الحكومي ، على الرغم من انخفاض الأجور الحكومية مقارنة بنظيرتها في القطاع الخاص، وتوجهت إلى إنشاء مشروع خاص بي, وبالطبع واجهت الكثير من الصعوبات في بداية الأمر خاصة بما يتعلق بنقطتي التمويل والخبرة،ولكن الحمدلله استطعت أن أتجاوز هذه الصعوبات ..
أحمد الريس خريج مكتبات : يعتبر بأن وظيفة صغيرة أفضل من لا وظيفة فهو من ذوي النظرة العملية في الحياة فالعمل مطلوب للشاب ولو لم يكن في مجال الدراسة التي انفق فيها سنوات عمره، وبالتالي لم يمتنع عن العمل في أعمال صغيرة تدر ربحا قليلا نسبيا عليه ، سواء في المحلات التجارية أو السكرتارية في الشركات على الرغم من الإحساس دائما بالرغبة في عمل أفضل وأقرب لاهتماماته إلا أنه يمكن أن يقتنع أن هذا العمل أفضل من الفراغ الذي يمكن أن يحيط به والبطالة الحقيقية التي تعقب التخرج كما أنه يستفيد من خلال إضافة خبرات جديدة في الحياة العملية إلى رصيد خبراته.
بتول أصلان طالبة آثار ومتاحف : تخطط للتعمق في الدراسة الأكاديمية كوسيلة للحصول على فرصة أفضل للعمل وخاصة في المراكز البحثية والجامعات المفتوحة والإقليمية والتي تطلب من آن لآخر معيدين للعمل بها..ولكن برأيها أنه تقف أمام إتمام هذه الدراسات صعوبات العمل لأنها في أغلب الكليات تحتاج للتفرغ التام ..
وختاما فإن أفكار الشباب وتوجهاته في مرحلة ما بعد التخرج لا تنتهي، فهذه المرحلة في النهاية مرحلة من العمر ثمينة للغاية ولا يجب أن تضيع سدى ، ومهما اختلفت الرؤى والتوجهات فإن كل شاب يحاول في هذه المرحلة الاستفادة منها بأقصى صورة ممكنة، والسعي الدؤوب لتحقيق طموحاته وأهدافه في هذه الحياة.
أدونيس شدود