الأخبار

المستقبل بين كتب التنجيم وبقايا قهوة في قعر فنجان !!

رغم تحضيرها العادي للامتحان إلا أن “هيا ” طالبة الأدب الفرنسي كانت متفائلة بأنها ستنجح وبمعدل جيد ، لأن كتاب الأبراج أخبرها بأن تأثيرالكواكب عليها سيكون إيجابياً، وأنها ستحقق نجاحات باهرة في الأيام التي تصادف امتحانها.

” هيا ” تؤمن بالأبراج وتعتمد عليها بكل تحركاتها ولكنها ليست اتكالية على حد قولها ، فهي تقوم بكل ما يتوجب عليها القيام به ، ولديها ثقة كبيرة بما تقوله لها الأبراج لأنها تعتبرها مؤشرللحظ !

فهل حالة هيا فريدة أم هكذا هم غالبية الشباب هربوا إلى عالم الأبراج بعيداً عن هموم ومشكلات الحياة ومنغصاتها وللتسلية أيضاً ؟

للتسلية فقط ..

رنيم تقول أنها تستمع للأبراج لمجرد التسلية و أحياناً تتفاءل بذلك ، أما بالنسبة للأشياء السلبية فلا تأخذ بها لأنها لا تؤمن بالأبراج، وباعتقادها أن الإنسان هو من يصنع حظه وليست الأبراج، فمهما كان للكواكب تأثيرات على البشر “مع أنني لا أؤمن بها” فالجهد الشخصي للإنسان أقوى من كل هذه التأثيرات.

كذب المنجمون ولو صدقوا ..

أما خالد فمع مقولة ” كذب المنجمون ولو صدقوا” ما يعني برأيه أن كل مايقوله المنجم أو يصدر عنه من تنبؤات تبقى مجرد تخمينات يتم من خلالها التلاعب بآمال وأحلام البشر من خلال الحديث بأمور عامة قد تصادف كل شخص في حياته اليومية.

مؤشر للحياة:

فيما ترى ساره أن الكثير من الشباب والشابات يؤمنون بالأبراج، ومعظم أساليب التنجيم من قراءة الكف إلى قراءة الفنجان ، وهي تعرف الكثير من الفتيات اللاتي يتابعن بشكل شبه يومي الأبراج ويلهثن خلف من يقرأ لهن كفوفهن وفناجين قهوتهن لمعرفة ما يخبأ لهن المستقبل ، مع ملاحظة أن معظمهم يتظاهرون أثناء النقاشات العامة حول هذه المواضيع بأنهم لا يؤمنون أبداً بعلم الفلك ويعتبرونه مجرد ” خزعبلات ” بينما يعتبرونه مؤشر لحياتهم وتحركاتهم .

قارئة الفنجان:

أما أم غيث التي تقرأ فناجين جاراتها منذ أكثر من 10 سنوات فقالت: لا أعلم فيما إذا كان مايقوله الفنجان هو صحيح مئة بالمئة لكن بحكم تجربتي مع جاراتي فإن معظمهن يؤمن بما تقوله خطوط القهوة في فناجينهن، وعن أكثر الأمور التي تهتم النساء بمعرفتها من خلال فنجان القهوة قالت أم غيث: هو معرفة تحركات أزواجهن ومستقبل أولادهن وعن العريس المستقبلي للفتيات.

وأضافت: كان الموضوع بالنسبة لي مجرد تسلية في البداية ولكن بعد فترة قصيرة من اهتمامي بقراءة الفنجان اكتسبت شهرة كبيرة بسبب تطابق ما أقرأه مع الواقع، الأمر الذي أدى إلى اعتماد أغلب جاراتي على توقعاتي كمؤشر لتحركاتهن !

تعويض عن الإحباط ..

الطبيب النفسي محمد الناصر عزى سبب إيمان الشباب بعلم الفلك وأخذهم بما يقوله إلى حالة الإحباط العامة التي يعيشونها سواء لجهة عدم توفر فرص عمل أو للفراغ الإيديولوجي الذي يعيشه معظم الشباب، لأن الشاب في المرحلة العمرية بين (18-25) يكون في حالة بحث عن تحقيق ذاته وكي لا يفقد الأمل بسبب الانتكاسات المتكررة فهو يعوض عنها من خلال تمسكه بالآمال التي تزرعها فيه كتب التنجيم.

أما فيما يخص قراءة الفنجان وانتشار هذه العادة بين السيدات والفتيات أوضح الناصر أن هذا الموضوع عائد لحالة الفراغ التي تعيشها المرأة بشكل عام في مجتمعاتنا حيث تعوض الفتيات والنساء عن هذه الحالة باللجوء إلى حالة إيمان مطلق قد يؤدي بالبعض إلى أن يربط مصيره ببقايا قهوة في فنجان !

رانية المشرقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*