كتب غسان فطوم :
لم يعد اليوم بوسع السوريين بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية تحمل الوعود الخلبية للحكومات والعيش على أمل أن تكون الحكومة القادمة أفضل وأقدر على إدارة الملفات والقضايا المعيشية والاقتصادية ، فالمرحلة الراهنة بكل تفاصيلها مرحلة تحديات لا تنفع معها الحلول الإسعافية أو تلك المستوردة من وراء البحار !!
لهذا يعوّل المواطنون ويعلقون آمالاً كبيرة على حكومة الدكتور رياض حجاب ، ويأملون أن تكون حكومة ميدانية ( كحاله عندما كان وزيراً للزراعة في حكومة الدكتور عادل سفر ) تضع يدها على الجرح ، يريدونها حكومة داخلية ( بمعناها الخدماتي والاقتصادي الواسع ) لا سياسية لمجرد إرضاء ألوان الطيف السياسي الجديد في البلد ، فالأولوية الآن لترتيب البيت الداخلي ، وتضميد جراح المواطن المعيشية التي تأزمت بجنون الأسعار وهروب الأمن والآمان، وهذا بلا شك أكبر تحد يواجه الحكومة العتيدة .
وفيما يخص الشأن الشبابي والطلابي لا أعتقد أن هذه الشريحة يمكن أن تقبل بعد اليوم أن تكون قضاياها هامشية على جدول أعمال الحكومة ، أو حقل تجارب للسياسات والخطط الفاشلة ، ويرى الشباب أن أهم قرار يمكن أن تأخذه الحكومة هو الاستثمار بالرأسمال الشبابي وتفجير طاقاته وقدراته الكامنة، فهو كالاستثمار بالذهب ، بل أثمن منه بكثير عندما نحسن استثماره والتحكم بمخرجاته ..
الشباب السوري الذي أثبت علو كعبه خلال الأشهر الماضية قادر اليوم أن يكون قائداً للمرحلة الراهنة والقادمة الصعبة بكل المقاييس ، وشريكاً فاعلاً في صنع القرار، فقط يحتاج لمن يدعمه ويعطيه الثقة ليحقق ما يريد و نريد ، شبابنا اليوم مجمعون على ثلاث لاءات ” لا لفرص العمل الخلبية ، لا للفساد ، ولا للإقصاء والتهميش ” .
لا أظن أن في الأمر معجزة ، فالسوريون كلهم مجمعون على ذلك ، فيما المعضلة أن نبقى نسمع أسطوانة التغني بالشباب ، ونتفاخر بنسبتهم العالية بالمجتمع ، بينما الحقيقة على الأرض عكس ذلك تماماً ” تطنيش وتهميش ” .
فهل يفك الدكتور رياض ” بحجابه ” النحس المخيم على الشباب ؟!