الأخبار

سد الثغرات والحكومة الجديدة.!!

ما أحوجنا في هذه المرحلة الحرجة من أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا أولاً ومع بعضنا البعض ثانياً ، لنتشاور ونتحاور ونناقش ونفكر في كيفية معالجة الأسباب التي سمحت بالتأثير على نسيجنا الاجتماعي السوري والتغلغل فيه من قبل بعض المتآمرين ، فلولا وجود البيئة الخصبة لبعض أفكارهم التدميرية التي أصابت سوريتنا في صميم وجدانها وعراقتها وعروبتها وإسلامها لما طال أمد الأزمة ، لكننا على يقين بأنّ شعب سورية المخلص والوفي لهذا الإرث الحضاري سيشهد في القريب العاجل إن شاء الله ، ولادة سورية الأقوى التي ستنفض عن كاهلها كل ما لوث ألقها ونقائها ..!!

 فمن كان يتوقع أن يرى في سورية ما رأيناه من مجازر تندى لها جبين الانسانية ارتكبتها وحوش بشرية تحت مسميات إسلامية ، طبعاً الكثير منا يعلم أنّ  إسلامنا الحنيف براء كل البراءة منها كبراءة الذئب من دم يوسف  (عليه السلام ) ومعظم ما تغلغل في نسيج سوريتنا كان تحت مسميات وعناوين ومبررات كانت وستبقى غربية عن ثقافتنا العريقة التي فاخرنا فيها القاصي والداني ، إلا أنّ من تورط وانغمس فيها نعتقد أنه لا يمت لهذه الثقافة سوى برابط الانتماء المكاني ، بحكم ميلاده على هذه الارض المباركة ..!!

” فللأسف ” تكشّف وجود مثل هذه الأصناف من المكونات المجتمعية السورية وما    ” يعشعش” فيها الكثير من الوساوس والأفكار المرضية ضمن بيئة يكثر فيها الجهل والفقر والبطالة ، فأنتجت ما أنتجته من الألام والمآسي والهموم والضغوط نال منها الحظ الوفير الصغير قبل الكبير، فتشكلت الأعباء على كاهل الجميع ووصلت أثقالها لحد تعجز عن حملها الجبال الراسيات ..!!

ومع ولادة الحكومة الجديدة بإعتقادي أنه يتوجب العمل على سد هذه الثغرات المكتشفة وهذا الأمر أظنه من الواجبات المقدمة التي نأمل أن تلقى نصيبها من الاهتمام والعمل الدؤوب لدى السادة الوزراء ..!!

وكما أشرنا فإنّ الجهل والفقر والبطالة كانت من أهم أسباب هذا الاختراق الأمني والديني والمجتمعي لسوريتنا ، فلا بد من إيلاءها الأولوية في العلاج وهنا أقدم مقترح لسد بعض هذه الثغرات لعله يلقى آذاناً صاغية لدى من وكل إليهم الأمر في الحكومة الجديدة ويتلخص في الآتي :

1-                         التركيز على مناطق السكن العشوائي التي تحتضن النسبة الكبرى ممن غرر بهم ، وذلك عن طريق التأهيل الشامل لها وتخصيص النفقات المالية الواردة في بنود الموازنة العامة للدولة لمناطق السكن النظامي للعام المالي الحالي والقادم كاملة لدعم تأهيل هذه المناطق.

2-                         التركيز على التثقيف الديني الصحيح بعيداً عن التشويه والتكفير وتخصيص النفقات الواجبة لدعم هذا التوجه لكل من مقام الافتاء السوري ووزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام .

3-                         إطلاق مشروع وطني شامل لتزويج الشباب وتوفير مستلزماته .

4-                         إطلاق مشروع وطني لرعاية وتأهيل الأسر المتضررة من الأحداث وتوفير ما يلزم لنجاحه .

5-                         إطلاق مشروع وطني شامل لمكافحة الفساد .

6-                         إطلاق مشروع وطني شامل للإصلاح والتسامح فيما بين جميع السوريين وتوفير كل ما يلزم لضمان نجاحه .

7-                         تشغيل الشباب ضمن خطة واضحة المعالم  ، وإطلاق مشروع مشترك ما بين القطاع العام والخاص يقضي بالإعفاء الضريبي لعدة سنوات لأعمال رجال الأعمال مقابل تشغيل عدد معين من الشباب سنوياً في منشأتهم .

8-                         التركيز على معيشة المواطن والتواصل الدائم معه وردم الفجوات فيما بين المسؤول والمواطن ونشر ثقافة التواضع ثم التواضع ثم التواضع .

وأخيراً نتمنى للحكومة الجديدة أن تكون على مستوى الآمال  المعقودة عليها وأن تكون حكومة أفعال لاأقوال ، ونتمنى عليها أيضاً أن تبحث عن الكوادر المخلصة الصادقة التي غالباً ما همّشت وأبعدت كي لاتكون عقبة أمام طمع وجشع أصحاب النفوس المريضة في هذا الموقع أو ذاك ممن غلب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن .

 

محمود مصطفى صهيوني

  mms_lat@yahoo.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*