كلية الفنون الجميلة بحلب تكتسي مظهراً بهياً يخالك بأنك في كلية بجامعة غير سورية فمن الرسومات الجميلة التي تزين جدرانها إلى إبداع الخزف ومع جمالية فن الحفر على الصخر.
يحولون كليتهم كما يريدون حتى يخال الناظر إليها وكأنها تماثيل ناطقة بلغة جمالية رائعة وأما القاعات داخل الكلية فتمتلئ بلوحات رائعة يقف الناظر إليها بحيرة لايعرف كيف يعبر عما يختلج في نفسه وكل ذلك من إبداع طلابنا وطالباتنا في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية والتي لايدخلها إلا هؤلاء الشباب الموهوبون والذين يعشقون الفن بألوانه وأشكاله ولكن بعد محل هذا العشق ودراسة أربع سنوات مليئة بالتعب والجهد يتخرجون فيصدمون بواقع يضع أحلامهم وأمنياتهم في ثلاجة التأجيل وبدرجة برودة لاتحتمل !!
فرص عمل محدودة
يقول الخريج محمد : كلية الفنون الجميلة والتطبيقية فيها عدد من الأقسام وكلها مهمة إلا أن الحياة في الواقع العملي لا تفتح مجالاً أمام الخريج لإخراج إبداعاته ومواهبه حيث أن فرص العمل محدودة جداً !.
وتؤكد ذلك هبة فتقول : نتيجة لمحدودية فرص العمل يضطر الكثير من الخريجين إلى العمل بعيداً عن اختصاصهم الأمر الذين يقتل إبداعاتهم ومواهبهم ونحن نضطر إلى العمل خارج نطاق اختصاصنا لأن الحياة قاسية وتتطلب منا العمل لتأمين أدنى مستلزمات العيش.
و تحدثت ابتسام عن معاناتها : كل من يدخل كلية الفنون الجميلة يجب أن يكون فناناً ومبدعاً فلا يمكن لأي طالب أن يتخرج من هذه الكلية إذا لم يكن مبدعاً ولكن للأسف غالباً ما يفشل هذا الخريج في حياته المهنية في المستقبل لأن القلة القليلة من الخريجين تجد العمل الذي يتناسب وطموحاتهم وأحلامهم في بناء المستقبل !! .
الهجرة هدفهم ..
فيما قالت إحدى صديقاتها : في ظل هذا الواقع المؤلم لنا نحن كخريجين لانجد فرصة للعمل وإخراج مواهبنا إلا في الهجرة إلى خارج البلاد وهي فكرة لا أحبها شخصياً إلا أن الواقع أن الكثيرين من الطلاب وخاصة الشباب لايدخرون فرصة للهجرة إلا ويحاولون طرقها معتقدين بأن الهجرة سوف تحل لهم مشاكلهم ويجدون فرص العمل المناسبة لاختصاصاتهم .
وقال جورج : هناك صالات عرض كثيرة تقوم بعرض بعض لوحات الخريجين ولكن ذلك غير كاف فلابد للحكومة أن تفتح آفاقاً جديدة أمام الخريجين سواء من خلال إقامة المعارض أو غيرها من المجالات والتي تختص بالفن والإبداع حيث أن ذلك سيعود بالخير والفائدة ليس للخريج فحسب بل وعلى المجتمع أيضاً ، فإلى متى ينتظر هؤلاء الفنانين الشباب ؟
سؤال نضعه أمام المعنيين بالأمر لإيجاد الحل المناسب …
منار عبد الرزاق