ما أحوجنا اليوم للم الشمل الوطني وطي صفحة الخلافات والتمسك بالقواسم المشتركة التي تجمعنا وما أكثرها ..!!
في هذا السياق نتمنى للحكومة الجديدة التوفيق والنجاح في مسعاها النبيل عبر إحداثها منصب وزاري خاص للقيام بأعباء هذا الأمر تمثّل بشخص الدكتور علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية ، وهنا لابد من الإشارة إلى الحديث الإعلامي للسيد الوزير على شاشة تلفزيون الدنيا يوم أمس ، فقد كان متميزاً شرح فيه أبعاد وأهداف وبرنامج عمل الوزارة في المرحلة الراهنة والمستقبلية .
وأعتقد أن معظم الشارع السوري بمختلف أطيافه يتطلع إلى نجاحها ، بل ومستعد للمساعدة والمساهمة في مساعيها ، لترميم ولملمت ما أصابنا من مآسي على جميع المستويات …!!
والملفت للانتباه النّفس الجديد الذي تحدث فيه السيد الوزير وفتحه لنوافذ جديدة للتواصل مع المواطنين عبر تعميمه لرقم هاتفه الخاص على الهواء مباشرة (0933262877 )، فهذا الأمر كان حتى الأمس القريب بمثابة الحلم الذي يتمناه المواطن لما لذلك من دور في كسر الحاجز المقيت الذي سبب الفجوات والبعد والجفاء ما بينه وبين الحكومات السابقة بشكل عام ،وفي هذا السياق أيضاً لابد من الإشارة إلى أهمية تعميم مثل هذه الخطوة للمساهمة في معالجة العديد من المطالب والقضايا الخدمية للمواطنين, بعيداً عن الروتين واستغلال ضعاف النفوس من الموظفين الفاسدين وبعض المنتفعين والمرتشين بمختلف المستويات,وما توفره من الوقت والجهد والمال للمواطن ..!!
فمن المؤسف أنّ معظم السبل التي كانت متاحة سابقاًً للتواصل مع المواطنيّن لم ترق إلى المستوى المطلوب شعبياً خاصة في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصالات والمعلومات ..!!
والأسئلة التي طرحت نفسها هنا كثيرة في هذا المجال .. لعل أولها كيفية استثمار الوسائل التقنية الحديثة في ردم الفجوة ما بين المواطن والمسؤول وفتح آفاق جديدة للحوار والنقاش والتعامل , ومد جسور الثقة من جديد وكسر الحواجز البيروقراطية ..؟؟
من المؤكد أنه بات من الضروري البحث عن الوسائل الجديدة التي تساعد في ردم هذه الفجوات، والعمل على تطبيقها مباشرة .. فلماذا لا يتم مثلاً تعميم البريد الالكتروني ورقم الهاتف المباشر للسادة الوزراء والمحافظين و المدراء العامين على المواطنين وخاصة للقاطنين بعيداً عن مركز العاصمة والمحافظة ويصعب حضورهم في اليوم المعين لاستقبالهم في بعض الوزارات ؟؟
لماذا لا نستبدل الوسائل التقليدية القديمة والفاقدة للثقة كصناديق الشكاوي وأرقام الهواتف التي لا تجيب .. ؟؟
لماذا لا نرسخ قيم التواضع في التعامل مع المواطن و نغيّر آلية عمل السكرتارية ومدراء المكاتب المسببة في أغلبها بتعميق هذه الفجوات …؟؟
لماذا لا يتم تعميم مبدأ الزيارات الميدانية والمفاجئة التي أثبتت جدواها على أرض الواقع والتي نشط فيها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور رياض حجاب حينما كان وزيراً ومحافظاً، ومعايشة أحوال الناس خاصة في المناطق الفقيرة والبعيدة كمناطق السكن العشوائي والمخالفات , فكثيراً ما يقال أن العديد من الوزراء والمحافظين والمدراء تنتهي مهماتهم ويأتي بعدهم أجيال و لا يقوم أحد منهم بزيارة واحدة لهذه المنطقة أو تلك البلدة ..!!
وأخيراً لعلنا نرى في القريب العاجل من المعنيين بالقضايا الخدمية ما يسر الخاطر في هذا المجال ونسمع عن فتح نوافذ جديدة للتواصل المباشر مع جميع المواطنين . .
محمود مصطفى صهيوني