كتب غسان فطوم :
رسائل البريد الإلكتروني التي ترد إلى الموقع توحي لنا بالكثير من الأفكار عدا عن كونها ترشدنا إلى المشكلات النائمة في زوايا الكليات والمعاهدالمتوسطة ، وتكشف بوضوح تقصير الإدارات الجامعية إلى حد الفشل في إدارة شؤون الجامعة !
بالأمس استوقفتني رسالة يطرح صاحبها وهو طالب في كلية الحقوق بجامعة دمشق فكرة تستأهل الوقوف عندها والتفكير الجدي فيها جوهرها مبني على سؤال : لماذا لا يتم تعيين رئيس الجامعة بالانتخاب ؟
سؤال أراه منطقي من منطلق تحقيق مبدأ العدالة و تكافؤ الفرص بين جميع الأساتذة ، خاصة أن التجارب أثبتت أن الطرق الحالية التي يتم فيها تعيين رؤساء الجامعات تقوم على أسس ومعايير تفتقر للشفافية ، وربما لا نبالغ لو قلنا أن للمحسوبية والعلاقات الشخصية ” ضلع ” كبير فيها ، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها!
من يسأل في الوسط الجامعي سواء الطلبة أو الأساتذة عن رأيهم بأداء رؤساء الجامعات ، فلن يجد جواباً موحداً ، أو اتفاقاً ، بل اختلاف في وجهات النظر ، وقد تجد من يقول لك بكل بساطة ” مو خرج “
إن عدم تحقق هذا المطلب في الجامعات السورية ( الشفافية في التعيين ) يعتبر مكمن ضعف كبير في منظومتنا التعليمية ومن المفروض أن يعالج ، ولكن كيف ؟
من وجهة نظري أقول : طالما هناك مجلس للتعليم العالي مهمته طبخ القرارات المفصلية ورسم الإستراتيجيات التعليمية وحتى إن كان هيئة غير مستقلة ، فلماذا لا يناط بهذا المجلس مهمة اختيار السادة رؤساء الجامعات حتى لا يبقى تعيينه حكراً على تزكية وزير التعليم العالي ومن يملي عليه ؟
ربما يكون هذا حل مع أني أفضل إنشاء هيئة مختصة في شؤون التعيينات في مجال التعليم العالي تكون مسؤولة عن اختياراتها وتحاسب على أساسها .
اليوم أمام منظومتنا التعليمية تحديات كبيرة وإذا لم نعالج الأخطاء بروح عالية من المسؤولية فلن نحقق لتعليمنا موقع قدم فاعل ومتفاعل مع عصر المعرفة ، أتمنى ، وأعتقد أنها أمنية كل الطلبة وكل حريص على تألق منظومتنا التعليمية أن ندقق أكثر في اختيار الأشخاص على كافة المستويات الوظيفية والمؤسساتية ونخص هنا السادة رؤساء الجامعات ، فهل يسمعنا أصحاب القرار ؟