الأخبار

في سجل الخالدين…

ثلاثة من رفاق السلاح رحلوا معاً في أجمل مايمكن لرفقة سلاح أن تجمع. ثلاثة رموز للشرف العسكري والوطنية السورية، جللتهم القدوة والمناقبية، رمت البطولة على صدورهم نياشينها. أكتافهم تراصت جنباً إلى جنب سنوات طوال في مدرسة البعث وجيشنا العقائدي، مدرسة التضحية والكرامة، ودماؤهم امتزجت زكية طاهرة فداء للشعب والوطن.
حماة الديار الذين أقسموا على الدفاع عن الجمهورية العربية السورية وحمايتها براً وبحراً وجواً، إنما نذروا أنفسهم للشهادة، هم مصنع الرجولة وعنفوانها، وهم القامات العالية التي سطرت بدمائها تاريخاً من المجد والشموخ في سورية. إنهم سلالة يوسف العظمة وجول جمال وفايز منصور وبسام حمشو، وهم الجنود الأوفياء الذين خاض بهم القائد الخالد حافظ الأسد أشرف المعارك الوطنية والقومية، والذين يسيرون اليوم خلف القائد بشار الأسد دفاعاً عن وحدة وسيادة واستقلال سورية، التي تتعمد بالدم والنار في مواجهة حرب عاتية شريرة وشرسة تستهدف وجودها وهويتها، وتستهدف أمتنا العربية في دورها ومكانتها بين الأمم.. حرب يخوضها السوريون دفاعاً عن كل ماهو حي ونبيل وأصيل في تاريخنا.
يخطئ الخونة والعملاء والمرتزقة حينما يتوهمون أن سورية يمكن أن تنحني أمام ضربة، ولو كانت موجعة، ويخطئون أكثر عندما يظنون أن الثامن عشر من تموز سيكون مأتماً تتوقف فيه سورية من كونها ولادة لقوافل الشهداء والأبناء الشجعان والبررة المستعدين للتضحية. فسورية حرة، هكذا تسلمت الأمانة من آباء ثورتها الكبرى: الأطرش وهنانو والعلي والخراط والأشمر، الذين قاوموا واقع الاستعمار ومشاريع التجزئة يداً واحدة، وبندقية شريفة، وهكذا ستحافظ على أمانة ستسلمها كاملة لأجيال المستقبل. يمضي شهداؤها واحداً إثر آخر، وتمتد لائحة الشرف بأسماء جديدة، ولكن الروح الوطنية لاتزال تتأجج عنفواناً وجموحاً، والدولة الوطنية تشتد قوة وتماسكاً. والمؤسسة العسكرية الوطنية على وحدتها وأصالتها، فإما الانتصار وإما الشهادة.
إنه المخاض الصعب الذي تشق سورية عبر أوجاعه طريقها الى المستقبل أكثر منعة وحصانة، فما نواجهه اليوم ليس حفنة من شذاذ آفاق مأجورين لحساب من هم أرخص منهم عمالة وتبعية في السعودية وقطر وتركيا. بل هو عنصرية رجعية متحللة وشوفينية طورانية بغيضة تتخيل أن بإمكانها تحويل الشعب السوري الى ورقة للمساومة على مذبح التوسعية الوهابية، وإحياء العثمانية الجديدة في الشرق الأوسط وغرب آسيا. ولكن هاهنا دمشق حيث ينبض قلب العروبة، وحيث تتعمد الأرض بعطر الشهادة وحيث يبقى صوت الأحرار عالياً حتى على أعواد مشانق السفاح الجديد.
لن نبخل بالشهداء مهما امتدت القائمة. سنضفر لهم أكاليل المجد والغار، وسنحمل أرواحهم أمانة في أعناقنا. سنشد على أسناننا ولن نصرخ من الألم، فنحن ندرك حجم المؤامرة التي يتربصون لنا بها. أنتم: تكفيريون وشيوخ نفط وأطلسيون وصهاينة، سوف تندحرون في بلاد الشام كما اندحرت كل الإمبراطوريات الباغية عن ترابنا، وسوف تنهزمون كما انهزم كل الغزاة والمعتدين فوق أرضنا المباركة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*