كتب مدير التحرير :
لا تزال المفاضلة العامة المحكومة بمعدلات قبول جنونية تمثل عقدة أمام غالبية الشباب الطموح من طالبي التعليم العالي الذين يتزايدون عاماً بعد آخر ، والسبب بكل بساطة يعود لانكماش فرص القبول إلى حد خرم الإبرة أمام ارتفاع المعدلات إلى حدودها القصوى ، الأمر الذي جعل طرق القبول الحالية لا توحي بالثقة والعدالة !
والغريب في الأمر أن أكثر من خمسة وزراء تبدلوا منذ اعتماد المفاضلة لم يغيروا في الأمر شيئاً ، حيث لم ينل الطلبة منهم سوى الوعود بإيجاد طرق عادلة للقبول الجامعي كانت بكل أسف تتلاشى مع كل موسم جديد للمفاضلة كانت حصيلته في كل مرة خروج أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة من مولد المفاضلة بلا ” حمّص ” !!
ندرك تماماً أن هناك ” كساد ” في خريجي الجامعات من جميع الاختصاصات لم يعد مرغوب بهم في سوق العمل الذي يريد خريجين من نوع خاص ، هؤلاء من مخلفات طرق القبول التي نتحدث عنها ، بنتيجة سوء توزيعهم على الكليات والتخصصات العلمية ، وفشلنا في الاعتماد على الأشكال والصيغ الجديدة للتعليم الجامعي وتطوير أهدافه ومناهجه وطرق التدريس فيه وفقاً للاتجاهات التربوية المعاصرة ، بما يضمن مدخلات ناجحة للتعليم ، ويكون رافداً خصباً له .
إن الوصول إلى هذه الأهداف ليس بالأمر المستحيل ، ببساطة هو يمر من بوابة تعديل نظام القبول بالكليات والتخصصات العلمية المختلفة التي تعتمد كما أشرنا على مجموع الدرجات في امتحان الثانوية فقط ، والتغاضي أو نسيان ميل الطالب ورغبته المهنية والعلمية ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر بموضوعية وعلمية في سياسة التعليم قبل الجامعي .
صحيح أن الإحداثات الجديدة على صعيد افتتاح كليات وأقسام جديدة ستمتص إلى حد ما عدداً من طالبي التعليم من خلال زيادة فرص القبول لكنها بالمحصلة ( وهو الأهم ) لن تحل مشكلة ارتفاع معدلات القبول !!
بالمختصر المفيد نحن بحاجة لحلول على الأرض لا إلى وعود وتصريحات تبقى مجرد كلمات لا قيمة لها !!