لا نأتي بجديد عندما نقول أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت شاغلة الشباب بليلهم ونهارهم ، وهناك من يقول أن الفيس بوك وتوتير أصبحا الخبز اليومي لشباب اليوم ، حيث لا تحلو المائدة من دونهما ، وبقدر أهمية التواصل الاجتماعي الذي أتاح لرواد الموقع الأزرق التواصل مع العالم من دون حسيب أو رقيب ، بقدر ما بات الخطر يداهم شبابنا من الإدمان الفيسبوكي إن صح التعبير ، نظراً لارتفاع وتيرة الهراء وزيادة عدد المشاركين في الحوارات التي لا تستحق حتى إضاعة الوقت برأي مجموعة من الشباب الناشطين على الفيس بوك ، وحسب رأيهم كمجموعة شبابية تدعو للحوار الجاد والبنّاء أن هناك مجموعات من المشتركين يتحاورون حول مسائل تثير الضحك, بل إن الكتابات التي يجري تقديمها في كثير من الأحيان على أنها إبداعية, تفاجئنا من كثرة الأخطاء والأسلوب التقليدي أو الهبوط إلى مستوى الكلام العادي، فكيف يمكن أن نشارك في حوار مثلاً يسمونه إبداعياً ونحن نكتشف أن المشاركين في كتابة التعليقات لم يسبق لهم أن قرؤوا كتاباً في حياتهم على الإطلاق؟!.
هو بلا شك سؤال منطقي يشير بوضوح إلى ما يجري اليوم على صعيد الانترنت, وهو ما يتطلب استنفار مختلف المؤسسات الإعلامية والثقافية والاجتماعية لأن ما كان يحكى في السابق عن خطر الغزو الثقافي بتنا نشاهده اليوم بأم العين!.
أعتقد ، بل الأكيد أن دور المنظمات الطلابية والشبابية يجب أن ينطلق من هذا الاعتبار ، فهويتنا الوطنية والقومية مهددة أمام طغيان الموقع الأزرق الذي لا يعترف بالحدود ، ولا بأنصاف الحلول .
