أعتقد أننا جميعاً
متفقين أنّ الواجب الأهم للمواطن دائماً هو دفاعه وحرصه على أمن واستقرار بلده
وصونه وحفظه من أيدي العابثين والمخربين والمفسدين , وهذا أمر طبيعي لجميع
المواطنين في ممارستهم لواجبات المواطنة الصالحة , أما الاستثناء يأتي من ممارسات
ضعاف النفوس وعديمي الولاء الوطني والإنساني , وبكل أسف أساليبه كثيرة كالإضرار بالصالح
العام واختلاس الأموال العامة ونشر الفساد والإفساد وتعميمه , وفي ظل هذا الحراك
الكبير لإيجاد أفضل وأنجع الطرق للمعالجة , أطرح فكرة مفادها العمل على نشر ثقافة
المواطنة الصالحة وواجباتها تجاه معالجة مثل هذه الظواهر المرضية , فمثلاً ما الذي
يمنع من تشديد الرقابة على الحالات المرضية الخبيثة ؟؟ و لماذا لا يكافئ كل من
يدلل على الفساد ؟؟ ولنطلق حملة بهذا الخصوص بالتعاون مع اللجنة الخاصة بمكافحة
الفساد مفادها تخصيص مكافأة لكل من يساهم في درء أو كشف مفسدة عامة مدعمة بالأدلة
والقرائن , ولنعطي فترة للتسامح مع من تورط أو شارك في أي مفسدة وشعر بالندم وتقدم بنفسه بالإبلاغ
عنها قبل كشفه , ولنشكل لجان متابعة وتعاون شبابية وشعبية لتنسيق العمل مع الجميع
ووضع الخطط الوطنية لتنفيذ هذه الفكرة ولضمان الوصول إلى أفضل النتائج , وبالتالي
نخرج من حيز الأقوال في مكافحة الفساد إلى عزم الأفعال , هي فكرة قد تساهم بشكل أو بآخر في عملية الإصلاح ولعلنا نترجم توجيهات
السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال : ” نحن بحاجة إلى خطوات عملية للتخلص من
مشكلاتنا , وإذا لم نكن قادرين على طرح الحلول , وندخل بالحلول مباشرة, فلن نصل
إلى نتيجة , كلنا يعرف المشاكل , نعرفها بالتفاصيل, وجميعنا يستطيع النقد, لكن من
منا قادر على طرح حلول ؟ ويتابع سيادته : أنا يهمني ما هي المقترحات التي ستأتي في
النهاية لتساعدنا على الانتقال من هذه المشاكل, ونختصر الزمن, ونكون دائماً
منهجيين. ”
محمود مصطفى صهيوني