عام جامعي جديد بدأ بآماله وآلامه , آملين أن يكون عام خير على الجميع , هي بالتأكيد مناسبة نقف فيها لنقييم الواقع الحالي للجامعات الخاصة ومعاملاتها الطلابية ولعلها فرصة أيضاً للإجابة عن العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان الطلبة ، إن نظرة سريعة لواقع الجامعات الخاصة تثير أكثر من سؤال :
فهل واقع حال جامعاتنا الخاصة بمستوى يلبي الطموح ؟؟؟ هل حققت جامعاتنا الخاصة الغاية التي أحدثت من أجلها ؟؟ هل يمكن لعقول تسير عكس السير أن تصنع نهضة علمية ؟؟؟
وإذا كان لا بد من جواب ، فإننا نستخلصه من حال أهل الأمر والنهي في جامعاتنا ومجالسها وأمنائها فعلى ما يبدو أنّ معظمهم ما زال يعتقد أنه لا بديل عن التفرد في كل شيء ولا سبيل للعمل بروح الفريق الواحد مع من يرونهم بأعينهم مدخرات مالية لأرصدة يتقاسموها تباعاً تحت أبواب ومسميات عديدة , والغريب في الأمر أنه وبعد أن تحقق للطلبة مكتسباً طالما انتظروه ليدافع عنهم ويمثلهم ويدفع يد الطامعين بهم تداعت العقول التجارية إلى إيجاد الوسائل والسبل لإجهاضه وخنقه في المهد كي يبقى الحال على ما يريده أهل الحال , ولكن بالإرادة الصلبة والعزيمة القوية والإصرار على أن يكون هذا المكتسب الطلابي شاباً راشداً فاعلاً عزمت الفروع المحدثة للاتحاد الوطني لطلبة سورية أن تكون عند حسن ظن من انتخبها تدافع و تصارع إرادة المصالح الضيقة بكافة السبل المشروعة وتحت مظلة الإصلاح الشامل التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد مما دفعهم لإبداء ملاحظاتهم عن الفترة الماضية وعرضها على السيد وزير التعليم العالي لوضع النقاط على الحروف وتلخصت ملاحظاتهم باستمرار العمل في بعض الجامعات الخاصة للأسف بعقلية التاجر الساعي للربح الفاحش على حساب مقومات وعناصر العملية التعليمية متناسين على ما يبدو الهدف الأساسي من إحداثها في أن تكون رديفاً حقيقياً للجامعات الحكومية وحاضنةً لطلبتنا الراغبين باستكمال تعليمهم العالي , فالواقع الحالي يشير إلى الفوارق الكبيرة بين الأقساط المالية في جامعاتنا الخاصة وأقساط الجامعات المماثلة في دول الجوار العربية والدولية , أيضاً و رغم صدور المرسوم التشريعي رقم /87/ لعام 2010 الناظم لعمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية ضمن هذه الجامعات , نجد للأسف التطبيق العملي ما زال بعيداً عن المستوى المأمول , لعدم إشراك الطلبة في العملية التعليمية والحياة الجامعية ولرفض الاستفادة من طاقاتهم الشابة البناءة التي باركها السيد الرئيس بشار الأسد على الدوام , والغريب في الأمر أيضاً أن بعض السادة المعنيين في الإدارات الجامعية وخاصة ممن يملكون الحصص الكبرى في أسهمها يعلنون على الدوام بأنهم تربوا في مدرسة القائد الخالد حافظ الأسد وواقع ممارساتهم وسلوكياتهم مع الطلبة ومع القيادات الطلابية تنم عن العمل بعكس أخلاقيات المدرسة النضالية والأخلاقية للقائد الخالد حافظ الأسد وعكس رؤى وتطلعات السيد الرئيس بشار الأسد , فالمتتبع لآليات التعاون ما بين الإدارات الجامعية وفروع الاتحاد الوطني لطلبة سورية يجدها غامضة غير واضحة ويغلب عليها طابع الإحباط ومحاولات إجهاض المبادرات الطلابية والعمل بعقلية أن الطالب يريد أن يأخذ شيئاً ثميناً من مملكة أحدهم رغم حرص طلابنا في الفروع على التأدب بأدبيات المنظمة الطلابية , إلا أن التشكيك بنبل مقصدهم بات شبه مسيطر على عقلية بعض الإدارات , بل في بعض الأحيان يزيد الأمر إلى حد استعمال هذه الإدارات أسلوب الترهيب والترغيب بقصد استمالة الطلبة إلى الجانب الذي يحقق مصلحة هذه الإدارة أو تلك , إذاً فمن الضروري أخذ هذه الملاحظات على محمل الجد والعمل على إتاحة الفرصة كاملة أمام الكوادر الطلابية القيادية للقيام بمهام عملها بما يلبي طموحات الشريحة الطلابية العريضة التي انتخبتهم وفقاً للأنظمة والقوانين النافذة.
محمود مصطفى صهيوني