كتبت مدير التحرير:
تغيّرت حكومات وتبدّل العديد من أسماء الوزراء والمسؤولين على مدى السنوات الماضية، لكن هل تغيّر الأداء في الكثير من الوزارات والمؤسسات؟!.
سؤال دائم في بال المواطن المتطلع إلى واقع خدمي يحقّق مصالحه!..
للأسف الأمور تبدو على ما هي عليه.. روتين وبيروقراطية.. تغيّر بالشكل لا أكثر ولا أقل، الجولات الميدانية الاستعراضية للبعض أمام الكاميرات استمرت على أشدّها، والمواعيد الشكلية لاستقبال المواطنين حاضرة حسب المزاج، ونادراً ما يستفيد منها صاحب الشكوى الذي كحّل عينيه برؤية معالي الوزير “مبتسماً”، والاجتماعات والندوات وورش العمل ظلت دوّارة تحت شعارات رنانة سرعان ما يخبو بريقها وتنام توصياتها وقراراتها “مرتاحة” في الأدراج لا تجد من يزعجها!.
كثيراً ما نسمع هذا المسؤول أو ذاك يقول بأنه سيضرب بيد من حديد ليقطع دابر الفساد، وآخر يتوعد المفسدين بسوقهم إلى القضاء المختص معلناً لا مكان للفاسدين، وقسْ على ذلك من الوعود التي لا تقف عند حدّ.
هؤلاء الذين يبدون مثالاً للشفافية واحتراماً للرأي والرأي الآخر ينتفضون عند أول نقد بنّاء يوجّه لمؤسساتهم الحكومية التي وُضعت أمانة بين أيديهم، ويحاولون بشتى الوسائل تزييف الحقائق وفبركتها بما يخدم مصالحهم ويخفي تقصيرهم، وللأسف قد يستخدمون الإعلام ذاته في الردّ على ما طالهم من نقد موثّق، وهذه نقطة ضعف كانت في الإعلام السوري ولا ندري إن كانت ستستمر!.
مشكلة بعض المسؤولين عندنا أنهم بدلاً من أن يغيّروا في آلية عمل المؤسسة، يحاولون تلميع صورتها من الخارج، وينسون أو يتناسون مهمتها ودورها في خدمة المواطن، يهتمون بالقشور والشكليات أكثر من حل مشكلة مواطن “غلبان” عالقة بسبب فساد موظف أدمن على الرشوة!. لا أعتقد أن مهمّة ضبط أي مؤسسة عملية مستحيلة، برغم الفساد، بل على العكس تماماً، إذ يمكن بتره وقطع دابره عندما تتوفر الإدارة الحكيمة والذكية والإرادة القوية المحبة للعمل والوطن، وهو ما نفتقده عند البعض من السادة المسؤولين!.يحضرني هنا قول للسيد الرئيس بشار الأسد من خطابه أمام مجلس الشعب حزيران الماضي: “المسؤول الحقيقي هو الذي ينبض قلبه على وقع نبض شعبه.. وتذكروا أن الفرد زائل والشعب باقٍ وأن المناصب متغيّرة والوطن ثابت”. فأين هؤلاء من هذا القول الذي يجب أن يكون دافعاً لكل مسؤول أقسم على أن يكون مخلصاً وفياً للوطن؟!.