مصابكم ياسماحة المفتي .. مصاب لكل الوطن نجلكم الكريم سارية أحمد بدر الدين حسون الطالب في السنة الثالثة كلية العلوم السياسية في جامع إيبلا يسقط شهيداً مع الدكتور محمد العمر أستاذ العلوم السياسية على أيدي الغادرين العابثين بدمائنا وأمننا ووطننا مساء يوم الأحد 2/10/2011 وينضما إلى قوافل الشهداء التي تزف كل يوم بالورد والغار وتروي الأرض المباركة بالدماء الزكية التي ستنبت ، ورغماً عن جميع المتآمرين والمتخاذلين ربيعاً حراً كريماً نبيلاً طاهراً يلعن كل من يلوث ربيع شامنا بالقتل والدم ويلعن كل من غدر وخان وكل من تآمر وتعصب وتطرف ، ربيعاً يلعن الحاقدين والمتآمرين ربيعاً تسطع فيه من جديد شمس الألفة والمحبة والإخاء والوفاء والولاء للوطن الأغلى على الدوام.
نعم ياسماحة المفتي فكركم النير سيثمر وستشرق الشمس لامحالة ، فما أجمل كلماتكم التي وجهتموها بالأمس للإنسان الذي يتلهف لسماعها عندما قلتم (( لماذا في وطننا وفي عالمنا العربي رخصت دماؤنا علينا والنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نبهنا أن النفس الإنسانية نفس مقدسة ، فلا يحق لأحد أبداً أن يحكم عليها بالقتل أو يمد يده عليها لقتلها لذلك يا أبناء وطني أناشدكم الله ، السلاح لاتحملوه على بعضكم ، فمن حمل سلاحاً على أخيه ليقتله خلد في نار جهنم ، لأن هذه الروح هي بنيان الله وملعون من يهدم بنيان الله ، ملعون ملعون ، لذلك وصيتي لأبناء مجتمعي والله لو لم تكونوا أقوياء ، لما صارت هذه الهجمة عليكم من إعلام الغرب وقد ملئت بكم فخراً أنهم لم يستطيعوا أن يجتثوكم كما اجتثوا غيركم خلال أسابيع ، بل صبرتم وصمدتم ، وان اختلفنا فلنجعل من هذا الاختلاف إبداعاً جديداً وعطاءً جديداً وعملاً جديداً ، ومازلت أصر أن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على أرض الشام ، فالرسول هو الصادق وإعلامهم بتقسيم الشام كاذب ، ستعود الشام كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يظهر منافقوها على مؤمنيها أما قد يظهر منافقوها على مسلميها ، أما المؤمن فيبقى هو الأعلى ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) بربكم وبوطنكم وبدينكم وبنفسكم )).
كلمات تشحذ الهمم وتضيء شمعة في عتمة الأيام فلكم منا كل الدعاء بالصبر والسلوان فالمصاب مصابنا جميعاً (( إنا لله وإنا إليه راجعون )).
هيئة التحرير