لم تكد تلملم أطرافها حتى جاءها شاب آخر.. نسيت نفسها مع نفسها وقالت.. أنا هنا لأدرس وليس لأتعرف وأخوض علاقات حب تبدأ ولا تنتهي.. تحمل وصية أهلها بالجد ومتابعة دروسها في كفة وتحمل ملل الساعات وتقليد الوقت المستقطع من صداقات وغيرها في الكفة الأخرى.
من يتجول في ساحات وأروقة كلياتنا ومعاهدنا يلحظ صوراً غريبة عن العلاقات التي تحكم هذه الشريحة تبدأ بالحديث السياسي الذي يتصدر الشارع الجامعي وأحوال الأوضاع في سورية والمنطقة وتتكشف خيوط موقفه التي قد يبني صداقته عليها، وتمر في أوضاع الجامعة من الفساد والروتين والبيروقراطية والمعاملة والدكاترة والإداريين والطلبة.. ولابد من أن يعرج على جمال الفتيات وأطباق الألبسة المنوعة.. القدرة على تلبية متطلبات السوق.. أحدث صرعات الموضة في الجامعة.. بدءاً من الميك آب وحتى قصات الشعر وزخرفات الجسد بين الحدائق المكتظة والمقاعد التي لا تتسع للضيوف ومقاصف تنازع زفير الأحاديث المتناقلة..
في الجامعة اليوم مئات الأسئلة التي تدور وحوارات وتقاسيم مختلفة ومتنوعة.. والأهم من هذا أنها ساحة وفسحة حوار جميل فسيفسائي بأمانه واستقراره ومجتمعه المتكامل..
يلفت انتباهنا الكثير وتحتاج الخطوة إلى الكثير إلى جوانب ترفيهية أكثر ولابد من استثمار وقت الطالب داخل الجامعة نحو تنمية قدراته ومواهبه.. فأحياناً يفصل بين محاضرة وأخرى أكثر من أربع ساعات وغيرها الكثير.. هل يعقل ألا نعيد النظر بهذا الوقت ونخدّمه لصالح أهداف الشباب وتطلعاتهم ولصالح الوطن وتطوره وتقدمه.. قبل أن تقع الفأس بالرأس وتنقاد النفس ويقودها إلى طرق لا تعرف نهاياتها؟! ما هو رأيكم طال عمركم؟!
سليمان خليل سليمان