الأخبار

مفاضلة التعليم المفتوح …قشة قصمت ظهر الطلاب بعد مفاضلتين !!

هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، فما إن صدرت مفاضلة التعليم المفتوح حتى أصيب الطلاب بحالة إحباط ويأس كبيرين،خاصةً أنها أتت بعد صدور مفاضلتين (التعليم العادي والموازي) بمعدلات عالية جداً، إلا أن صدور مفاضلة التعليم المفتوح حطمت آمال غالبية كبيرة من الطلاب الذين لم يوفقوا في المفاضلين السابقتين، وهذا ما بدد آمال وطموحات آلاف من الطلاب المتقدمين الذي علقوا آمالاً عريضة على نتائج هذه المفاضلة.
بداية القصة
ما إن أصدرت جامعة دمشق يوم الثلاثاء تاريخ 18 تشرين الأول مفاضلة التعليم المفتوح لحملة الثانوية العامة السورية القديمة و الحديثة بفروع العلمي و الأدبي و السنوي و الصناعي و التجاري، حتى استبشر عدد كبير من المتقدمين للمفاضلة  والبالغ عددهم 38 ألفا ، خيراً بإمكانية الدخول إلى الجامعة بعد أن صدور مفاضلتين  تجاوزتا بمعدلاتهما حدود توقعات الطلاب الذين وجودا في مفاضلة التعليم المفتوح الملجأ الأخير لهم .
جامعة دمشق شهدت في اليوم التالي من إعلان المفاضلة إقبالا كثيفاً من قبل الطلاب بهدف  التقديم للمفاضلة بعد استكمال الأوراق ولعل القسم الأعظم منهم للاستفسار عن طريقة ما تعيد لهم الأمل بعد  استنفاذهم لجميع الفرص نظراً لارتفاع المعدلات.
ما قاله الطلاب
موقع الاتحاد الوطني لطلبة سورية التقى عدداً من الطلاب لإلقاء الضوء على أرائهم حول  مفاضلة التعليم المفتوح :
“أحمد حسنين” طالب بكلوريا أدبي يقول: مفاضلة التعليم العادي والموازي كانت عالية جداً ولم أحصل على أي فرع في مفاضلة التعليم المفتوح علماً أن معدلي 160 علامة وهذا ما يضطرني إلى إعادة البكلوريا  للمرة الثالثة لعلني أحقق حلمي.
في حين أن الطالب “عبد الرحمن ” ( بكلوريا أدبي)  ورغم أن معدله  170 درجة فإنه لم يحصل  على أي فرع في مفاضلة التعليم المفتوح وهذا ما بدد كل آماله في تحقيق حلمه في الدخول إلى الجامعة وهذا ما سيضطره إلى إعادة البكلوريا للمرة الثانية لعله يحقق ما يطمح إليه .
وأما الطالب “أمير راشد” فقد قال: جمعت 171 درجة وتقدمت إلى مفاصلة التعليم الموازي وحصلت على إدارة أعمال وتقدمت إلى مفاضلة التعليم المفتوح ولكني لم أحصل على الفرع الذي أريده !
في حين رأي الطالب “موسى أحمد” أن مفاضلة التعليم المفتوح نسفت آمال أغلب المتقدمين خاصة أولئك المستنفذين لكل الفرص قائلاً: كنتُ آمل أن تحقق مفاضلة التعليم المفتوح لي رغبتي في دراسة فرع الترجمة إلا أنها كانت عكس ما كنت أرغبه حيث أن مجموعي 166 لم يساعدني على ذلك ، فلماذا هذه السنة المعدلات عالية جداً. ؟
تساؤلات مشروعة
رفع معدلات التعليم المفتوح مقارنة بالسنة الماضية وبعد رفع معدلات مفاضلتي التعليم العادي والموازي ، كان مثار استغراب ودهشة كثير ممن اتقيناهم وهذا يدعونا إلى التساؤل عن المصلحة من رفع المعدلات هل بسبب النسب المرتفعة من النجاح أو رغبة في تنشيط  الحركة الدراسية في المدارس الخاصة أم رغبة في تطفيش طلابنا إلى الدراسة في جامعات دول مجاورة، أم بسبب نقص في المقاعد الدراسية وقلة عدد الأبنية المخصصة للأقسام المختلفة؟؟

كلها أسئلة نضعها برسم جامعة دمشق وقبل كل شيء وزارة التعليم العالي.
المعدلات العالية هي السبب
موقع الاتحاد الوطني لطلبة سورية اتجه إلى إدارة التعليم المفتوح والتقى لدكتورة فاتنة الشعال نائب رئيس جامعة دمشق للتعليم المفتوح التي نفت أن يكون لإدارة التعليم المفتوح أي دور في رفع المعدلات قائلة: نحن لا نرفع المعدلات بل الطالب هو الذي يرفعها بمجموعه العالي، حيث بلغ عدد الطلاب المتقدمين 38 ألف طالب وأغلبهم بمجاميع عالية جداً، فنحن نأخذ وفق طاقتنا الاستيعابية عدد معين 6 آلاف طالب  وقد رفع هذا العدد إلى 7 آلاف و300 طالب أي أخذنا 20 % زيادة عن العدد المفترض وبموافقة من رئيس الجامعة.
جودة مخرجات التعليم  المفتوح
وتابعت الشعال قائلة:المعدلات لم تكن مرتفعة كثيراً مقارنة بالسنة الماضية،فعلى العكس حيث اقتربت منها و كانت السنة الماضية 161 وهذه السنة 173 في بعض الفروع وبعض الفروع تدنت فيها حيث في الفرع العلمي  كان عدد المتقدمين قليل وانخفضت المعدلات، وشهادات ما قبل عام 2004 كانت معدلاتهم متدنية أي كان مستوى معدلات المتقدمين آنذاك منخفض ولكن ليس للإدارة علاقة في رفع  سوية المعدلات حيث أنها ارتفاع نتيجة عدد المتقدمين وارتفاع مستواهم العلمي حيث أن أغلبهم  يتجاوزون درجة 200 علامة.
ولعل المستغرب في هذه السنة هي ارتفاع معدلات الطلاب رغم الظروف التي نعيشها وهذا ما ردته الشعال إلى  رغبة الطالب بالدراسة وتحصيل علامات جيدة .
يأخذ فرصة غيره
وأضافت الشعال قائلة: تم تخصيص 5% من كل برنامج في نظام التعليم المفتوح لذوي الاحتياجات الخاصة و15% للعرب والأجانب و5% من حملة طلاب المعاهد وكلهم زيادة عن العدد المطلوب  كما ارتفعت المعدلات في جامعة دمشق بشكل عام نتيجة  للضغط الكبير عليها وبسبب تسجيل الطالب في عدة مفاضلات وفي عدة جامعات كجامعة تشرين وحلب ودمشق وهنا يأخذ الطالب فرصة غيره ولهذا فإنه في حال ملأت الشواغر فقد صدر قرار مجلس التعليم العالي بإمكانية ملئ الشواغر لاحقاً وهذا ما يؤدي إلى انخفاض المعدلات،ولو كانت الأمر بيدي  لأخذت 38 ألف طالب ولكن نتساءل هل هذا العدد مسجلين فقط في جامعة دمشق بالطبع لا،حيث أنهم يتوزعون في كل الجامعات، وبعد صدور النتائج سيتبين لنا أن الثلثين هم  المسجلين فقط وهذا ما سيدفعنا إلى ملء الشواغر من جديد .
ليس ذنبنا
وأما عن سبب عدم قبول الطلاب في مفاضلات التعليم العادي والموازي والمفتوح رغم مجاميعهم المتوسطة والمتراوحة بين 160 أو 170 ، ردت الشعال قائلة: هذا ليس ذنبنا،فهم طلابنا وأبنائنا ولو أتيحت لنا  الفرصة لفتحنا عدة برامج و لسجلناهم بالكامل ولكن يجب ألا ننسى أنه  جاءنا طلاب سوريين مقيمين في لبنان واليمن وليبيا،حيث تقدم في السنة الأولى دراسات قانونية 4 آلاف طالب فهل من الممكن أن نتحمل طاقة استيعابية أكثر من هذا العدد .
معذورون ولكن!!
لو عرف السبب لبطل العجب،لعل المعدلات العالية التي نالها الطلاب هذه السنة وعدد الطلاب الكبير المتقدم هذا العام هو الذي دفع القائمين على العملية التعليمية إلى رفع المعدلات إلى مستو لم يتمكن فيه الطالب ذو المعدل المنخفض من التسجيل في المفاضلات الثلاثة (تعلمي عادي وموازي ومفتوح ) ولكن هذا يدفعنا أيضاً إلى أن نحث مجلس التعليم العالي على أن يسير قدماً في التوسع الأفقي في مبانيه لاستيعاب تلك الأعداد المتزايدة من الطلاب التي تزداد يوماً بعد يوم وترتفع معها معدلات الطلاب  اللاهثين نحو جامعة تحقق طموحهم .

تحقيق علي العبدالله

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*