كتب غسان فطوم :
من حقنا أن نحلم بالوصول إلى مرحلة صناعة المعلوماتية لنجاري على الأقل دول الجوار ، علماً أن هذا الطموح كان هدفاً من ضمن الأولويات منذ أن عقدنا العزم بالولوج إلى عالم الرقميات الذي يتطور بشكل مذهل ..
السادة المهتمون بالشأن المعلوماتي عندنا يرون أن الفرصة كانت سانحة لتحقيق ذلك الطموح منذ تسعينيات القرن الماضي الذي شهد انتقال سريع لسورية من بلد مستورد للكفاءات والموارد المعلوماتية إلى مصدّر لها ، ويؤكدون رأيهم بوجود المئات من الشباب السوري المعلوماتي المتميز جداً يعمل اليوم في حقل المعلوماتية في دول الجوار وخاصة في الخليج العربي.
ولعله من الطبيعي أن نسأل :
لماذا لم نحسن استثمار هذه الكفاءات التي وجدت في بلاد الغربة ملاذاً لها ؟
وربما الأصح أن نقول ” لماذا تعثرنا في الاستثمار بعقول هؤلاء الشباب ، ونجعل منهم رافعة حقيقة للنهوض بالأداء المعلوماتي إلى مستويات عالية وليكونوا قادرين على التعامل بإيجابية وفاعلية مع مستحدثات عصر المعرفة الذي لا يعترف إلا بالمبدعين ؟!.
واأسفاه : الواقع يشير إلى أن هناك أخطاء عديدة ارتكبت ، وبدلاً من أن ننتبه إلى ذلك ونعمل على إيجاد آليات عمل لحل المشكلات وجدنا الجهات المعنية المختصة بالعمل المعلوماتي تتسابق في تقاذف المسؤولية ، ومرت فترة كان واضحاً فيها وجود خلل في التنسيق فيما بينها !!
والنتيجة المؤسفة كانت بحدوث خللٍ في الكثير من المجالات فأحبط شبابنا المعلوماتي الطامح للحاق بالركب الرقمي ومازالت حتى اليوم المفاتيح ضائعة والخوف أن تكون قد رميت بالبحر !.