كثيرة هي الحالات المزاجية لبعض السادة أساتذة الجامعات التي سمعنا بها أثناء تصحيحهم للأوراق الامتحانية ” دون حسيب أو رقيب ” ، وعلى مدار سنوات وسنوات ، و” الطالب المغلوب على أمره ” هو الضحية في ظل أنظمة تعليمية بالية ، ومناهج تدريسية عفا عنها الزمن في الكثير من الاختصاصات العلمية والنظرية ، والأمثلة راسخة وعديدة في ذاكرة العديد من الطلبة خلال حياتهم الجامعية . ومثالنا الجديد وردنا عبر شكوى طلابية من العديد من طلبة كلية الحقوق جامعة دمشق المتوقف تخرجهم على مادة أصول المحاكمات المدنية ، ولسان حالهم يتساءل بحرقة :
هل يعقل أن يتوقف تخرجنا على مادة رغم أننا تقدمنا إلى امتحانها أكثر من مرة ؟؟
ونحن بدورنا نتساءل :
هل يعقل أن تبقى مثل هذه المسألة خارج نطاق المساءلة والمحاسبة ؟؟
ألم يأن الأوان لوضع النواظم العادلة لمسألة تصحيح الأوراق الامتحانية ..؟؟
وما سر تدني نسب النجاح في مواد بعينها في بعض الكليات.. ؟؟
أليست المعاناة المتجددة كل عام دليل على خلل علمي وإداري فاضح.. ؟؟
وإلى متى نبقى أسرى المعالجات الآنية والإسعافية للمعاناة الطلابية المتكررة منذ سنوات وسنوات .. ؟؟
فإذا ما استطلعنا المشكلات والمعاناة الطلابية في الجامعات السورية نجدها في غالبيتها مشتركة كونها ناتجة عن أنظمة إدارية وعلمية قاصرة عن مواكبة عجلة التطور التقني والتكنولوجي بشكل فعلي ، أو أنها أسيرة لعقليات أبت إلا أن تسير عكس مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد الإداري والعلمي والمالي ، وما ينتج عنها من ضياع لمقدرات وطنية الوطن والمواطن بأمس الحاجة لها ..
وأخيراً وليس آخراً ..
ماذا حققت وزارة التعليم العالي على مستوى الحراك الإصلاحي في سورية خلال الأشهر القليلة الماضية من حكومة الإصلاح .. خاصة فيما يتعلق بمثل هذه المعاناة الطلابية .. ؟؟ الجواب يمكن أن نستخلصه من الواقع الحالي في الجامعات السورية وانعكاسها على الطالب أولاً وأخيراً، لأنه بالمحصلة هو الهدف وهو البوصلة التي يجب أن توجه مسار عمل الوزارة برمتها.. !!
أسئلة عديدة تراود الكثير من المتابعين والدارسين في مجال التعليم العالي والمتوسط في سورية نحتاج لإجابة عنها وقبل كل ذلك نحتاج إلى مشاهدة الأفعال والقرارات الإصلاحية التي تلامس شغاف ما يعانيه الطلبة هنا وهناك.. !!
ونقول بكل أمانة لنحارب المزاجية المدمرة يا معالي الوزير..!!
ولنا عودة ..
محمود مصطفى صهيوني